آيات الله في الآفاق و في الأنفس دلالاتعلى أنه هو الظاهر في المظاهر - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



ثم بعد هذا يريه الآيات التي أبصرها فيالعالم في نفسه فلو رآها أولا في نفسه ثمرآها في العالم ربما تخيل أن نفسه رأى فيالعالم فرفع الله عنه هذا الإشكال بأن قدمله رؤية الآيات في العالم كالذي وقع فيالوجود فإنه أقدم من الإنسان و كيف لا يكونأقدم و هو أبوه فأبانت له رؤية تلك الآياتالتي في الآفاق و في نفسه أنه الحق لا غيرهو تبين له ذلك‏

آيات الله في الآفاق و في الأنفس دلالاتعلى أنه هو الظاهر في المظاهر


فالآيات هي الدلالات له على أنه الحقالظاهر في مظاهر أعيان العالم فلا يطلبعلى أمر آخر صاحب هذه الخلوة فإنه ما ثمجملة واحدة و لهذا تمم تعالى في التعريففقال أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُعَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ من أعيان العالمشَهِيدٌ على التجلي فيه و الظهور و ليس فيقوة العالم أن يدفع عن نفسه هذا الظاهر فيهو لا أن لا يكون مظهرا و هو المعبر عنهبالإمكان فلو لم يكن حقيقة العالم الإمكانلما قبل النور و هو ظهور الحق فيه الذيتبين له بالآيات‏

الإحاطة بالشي‏ء تستر الشي‏ء فيكونالظاهر هو المحيط لا الشي‏ء المحاط


ثم تمم و قال إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ منالعالم مُحِيطٌ و الإحاطة بالشي‏ء تسترذلك الشي‏ء فيكون الظاهر المحيط لا ذلكالشي‏ء فإن الإحاطة به تمنع من ظهوره فصارذلك الشي‏ء و هو العالم في المحيط كالروحللجسم و المحيط كالجسم للروح الواحد شهادةو هو المحيط الظاهر و الآخر غيب و هوالمستور بهذه الإحاطة و هو عين العالم ولما كان الحكم للموصوف بالغيب في الظاهرالذي هو الشهادة و كانت أعيان شيئياتالعالم على استعدادات في أنفسها حكمت علىالظاهر فيها بما تعطيه حقائقها فظهرتصورها في المحيط و هو الحق فقيل عرش و كرسيو أفلاك و أملاك و عناصر و مولدات و أحوالتعرض و ما ثم إلا الله فالحق من كونه محيطاكبيت الخلوة لصاحب الخلوة فيطلب صاحبالخلوة فلا يوجد فإن البيت يحجبه فلا يعرفمنه إلا مكانه و مكانه يدل على مكانته‏

خلوة العارفين و خلوة الشرعيين‏


فقد أعطيتك مرتبة الخلوة التي نريد في هذاالكتاب لا الخلوة المعهودة عند أصحابالخلوات و درجاتها ألف و سبع و ستون درجةفظهر في الدرجات صورة الوترية و إذا لميعمر الخلأ إلا العالم فهو في خلوة بنفسههذا أصله ثم إنه لما انصبغ بالنور كان فيخلوة بربه و بقي في تلك الخلوة إلى الأبدلا يتقيد بالزمان لا بأربعين يوما و لابغير ذلك فالعارف إذا عرف ما ذكرناه عرفأنه في خلوة بربه لا بنفسه و مع ربه لا معنفسه فيرى من حيث أثره في المحيط به بالصورالتي ظهر بها المحيط نفسه بنفسه و من حيثتعدد أعيانه رأى منه به و كانت كل عينمغايرة لصاحبتها

كثرة العالم و وحدته و كثرة الإنسان ووحدته و قيام العالم بالحق و الحقبالعالم‏


و لذلك اختلفت صور العالم و إن كان واحداكما اختلفت صورة الإنسان في نفسه و إن كانالإنسان واحدا فيده ما هي رجله و رأسه ماهو صدره و عينه ما هو أذنه و لا لسانه و لافرجه و عقله ما هو فكره و لا خياله فهومتنوع متعدد العين بالصور المحسوسة والمعنوية و مع هذا يقال فيه إنه واحد ويصدق و يقال فيه كثير و يصدق فمن حيثأحديته نقول رأى نفسه بنفسه و من حيث كثرتهنقول رأى بعضه ببعضه فتكلم بلسانه و بطشبيده و سعى برجله و استنشق بأنفه و سمعبإذنه و نظر بعينه و تخيل بخياله و عقلبعقله فهذا كثير و ما ثم إلا هو فمن حصل لههذا العلم كما قررناه كان صاحب خلوة و منحرمه فليس بصاحب خلوة فقد تبين لك أن الحقبالعالم و العالم بالحق فهويته عينالمجموع كما إن المجموع هو الإنسان بغيبهو شهادته و نطقه و حيوانيته فهو واحد فيالكثرة و كثير في الأحدية

الخلوة التي هي مقام و التي ليست بمقام وعند أهل الكشف‏


فالخلوة من المقامات المستصحبة دنيا وآخرة إلى الأبد من حصلت له لا تزول فإنه لاأثر بعد عين و أما الخلوة المعروفةالمعهودة فليست مقاما و لا تصح إلا لمحجوبو أما أهل الكشف فلا تصح لهم خلوة أبدافإنهم يشاهدون الأرواح العلوية و الأرواحالنارية و يرون الكائنات ناطقة أكوان ذاتهو أكوان بيت خلوته فهو في ملأ كما هو في نفسالأمر فإذا أخذ الله عن بصره هذه المدركاتو فصل بين الحيوان و الجماد و الملائكة وعالم الصمت من عالم الكلام و عالم السكونمن عالم الحركات و يحب أن يخلو بربه حتى لايشغله عنه نطق كون و لا حركة كون فمنهم منيطلب الخلوة لمزيد علم بالله من الله لا مننظره و فكره و هذا أتم المقاصد فإنه مأموربذلك و العمل على الأمر الإلهي هو غايةكمال العمل و الله يقول له قُلْ رَبِّزِدْنِي عِلْماً

من تحدث في خلوته في نفسه مع كون منالأكوان فما هو في خلوة


فمن تحدث في خلوته في نفسه مع كون منالأكوان فما هو في خلوة قال بعضهم لصاحبخلوة اذكرني عند ربك في خلوتك فقال له إذاذكرتك فلست معه في خلوة و من هنا تعرف‏
قوله تعالى أنا جليس من ذكرني‏
فإنه لا يذكره حتى يحضر المذكور في نفسهإن كان المذكور ذا صورة في اعتقاده أحضرهفي خياله و إن كان من غير عالم الصور أو لاصورة له أحضرته القوة الذاكرة فإن القوةالذاكرة من الإنسان تضبط المعاني و القوةالمتخيلة تضبط المثل التي أعطتها الحواسأو ما تركبه‏

/ 694