الصوفية الذين هم أهل التخلق و التحقق‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





يشهدون من أعيانهم سوى وجودهم فاعلم ذلك والله المرشد منور البصائر

الصوفية الذين هم أهل التخلق و التحقق‏



و منهم رضي الله عنهم الصوفية و لا عدد لهميحصرهم بل يكثرون و يقلون و هم أهل مكارمالأخلاق يقال من زاد عليك في الأخلاق زادعليك في التصوف مقامهم الاجتماع على قلبواحد أسقطوا الياءات الثلاثة فلا يقولونلي و لا عندي و لا متاعي أي لا يضيفون إلىأنفسهم شيئا أي لا ملك لهم دون خلق اللهفهم فيما في أيديهم على السواء مع جميع ماسوى الله مع تقرير ما بأيدي الخلق للخلق لايطلبونهم بهذا المقام و هذه الطبقة هيالتي يظهر عليهم خرق العوائد عن اختيارمنهم ليقيموا الدلالة على التصديق بالدينو صحته في مواضع الضرورة و قد عاينا مثلهذا من هذه الطائفة في مناظرة فيلسوف ومنهم من يفعل ذلك لكونه صار عادة لهم كسائرالأمور المعتادة عند أهلها فما هي في حقهمخرق عادة و هي في المعتاد العام خرق عادةفيمشون على الماء و في الهواء كما نمشي نحنو كل دابة على الأرض لا يحتاج في ذلك فيالعموم إلى نية و حضور إلا الملامية والفقراء فإنهم لا يمشون و لا يخطو أحد منهمخطوة و لا يجلس إلا بنية و حضور لأنه لايدري من أين يكون أخذ الله لعباده و قد كانصلّى الله عليه وسلّم كثيرا ما يقول فيدعائه أعوذ بالله أن اغتال من تحتي و إنكانوا على أفعال تقتضي لهم الأمان كما هيأفعال الأنبياء من الطاعات لله و الحضورمع الله و لكن لا يأمنون أن يصيب الله عامةعباده بشي‏ء فيعم الصالح و الطالح لأنهادار بلاء و يحشر كل شخص على نيته و مقامه وقد أخبر الله بقتل الأمم أنبياءها و رسلهاو أهل القسط من الناس و ما عصمهم الله منبلاء الدنيا فالصوفية هم الذين حازوامكارم الأخلاق ثم إنهم رضي الله عنهمعلموا إن الأمر يقتضي أن لا يقدر أحد علىإن يرضي عباد الله بخلق و إنه مهما أرضىزيدا ربما أسخط عمرا فلما رأوا أن حصولمقام عموم مكارم الأخلاق مع الجميع محالنظروا من أولى أن يعامل بمكارم الأخلاق ولا يلتفت إلى من يسخطه ذلك لم يجدوا إلاالله و أحباءه من الملائكة و البشر المطهرمن الرسل و الأنبياء و أكابر الأولياء منالثقلين فالتزموا مكارم الأخلاق معهم ثمأرسلوها عامة في سائر الحيوانات والنباتات و ما عدا أشرار الثقلين و الذييقدرون عليه من مكارم الأخلاق مما أبيحلهم أن يصرفوه مع أشرار الثقلين فعلوه وبادروا إليه و هو على الحقيقة ذلك الخلق معالله إلا في إقامة الحدود إذا كانوا حكاماو أداء الشهادات إذا تفرضت عليهم فاعلمذلك‏

العباد الذين هم أهل الفرائض‏



و منهم رضي الله عنهم العباد و هم أهلالفرائض خاصة قال تعالى مثنيا عليهم وَكانُوا لَنا عابِدِينَ و لم يكونوا يؤدونسوى الفرائض و من هؤلاء المنقطعون بالجبالو الشعاب و السواحل و بطون الأودية و يسمونالسياح و منهم من يلازم بيته و صلاةالجماعات و يشتغل بنفسه و منهم صاحب سبب ومنهم تارك السبب و هم صلحاء الظاهر والباطن قد عصموا من الغل و الحسد و الحرص والشرة المذموم و صرفوا كل هذه الأوصاف إلىالجهات المحمودة و لا رائحة عندهم منالمعارف الإلهية و الأسرار و مطالعةالملكوت و الفهم عن الله في آياته حين تتلىغير أن الثواب لهم مشهود و القيامة وأهوالها و الجنة و النار مشهودتان دموعهمفي محاريبهم تَتَجافى‏ جُنُوبُهُمْ عَنِالْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْخَوْفاً وَ طَمَعاً و تَضَرُّعاً وَخِيفَةً إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَقالُوا سَلاماً و إِذا مَرُّوابِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً يَبِيتُونَلِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِياماً شغلهمهول المعاد عن الرقاد ضمروا بطونهمبالصيام للسباق في حلبة النجاة إِذاأَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْيَقْتُرُوا وَ كانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماًليسوا من الإثم و الباطل في شي‏ء عمال و أيعمال عاملوا الحق بالتعظيم و الإجلال سمعتبعضهم رضي الله عنهم و عنه و هو أبو عبدالله الطبخي و إلى وجدة يتأوه و ينشد ماقاله عمر بن عبد العزيز




  • حتى متى لا ترعوي
    ما بعد أن سميت كهلا
    لا ترعوي لنصيحة
    فإلى متى و إلى متى‏



  • و إلى متى و إلى متى‏
    و استلبت اسمالفتى‏
    فإلى متى و إلى متى‏
    فإلى متى و إلى متى‏




و كان منهم خليفة من بنى العباس هرب منالخلافة من العراق و أقام بقرطبة من بلادالأندلس إلى أن درج و دفن بباب عباس منهايقال له أبو وهب الفاضل خرج فضائله شيخناأبو القاسم خلف بن بشكوال رحمه الله فذكرفيها عنه إنه كان كثيرا ما ينشد لنفسه‏

/ 694