الملائكة المهيمة - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید








  • إني فديتهم من كل حادثة
    لا يعلمون بهابالسمع و البصر



  • لا يعلمون بهابالسمع و البصر
    لا يعلمون بهابالسمع و البصر





الملائكة المهيمة



اعلم أن الملائكة ثلاثة أصناف صنف مهيملما أوجدهم تجلى لهم في اسمه الجميلفهيمهم و أفناهم عنهم فلا يعرفون نفوسهم ولا من هاموا فيه و لا ما هيمهم فهم فيالحيرة سكارى و هم الذين أوجدهم الله منأينية العماء الذي ما فوقه هو أو ما تحتههو أو هم و جميع الملائكة أرواح خلقهم اللهفي هياكل أنوار كسائر الملائكة إلا أنهؤلاء الملائكة ليس لهم من الولاية إلاولاية الممكنات التي ذكرناها في شرح إِنْتَنْصُرُوا الله‏

الملائكة المسخرة



و الصنف الثاني الملائكة المسخرة و رأسهمالقلم الأعلى و هو العقل الأول سلطان عالمالتدوين و التسطير و كان وجودهم مع العالمالمهيم غير أنه حجبهم الله عن هذا التجليالذي هيم أصحابهم لما أراد الله أن يهبههذا الصنف المسخر من رتبة الإمامة فيالعالم و له ولاية تخصه و تخص ملائكةالتسخير

الملائكة المدبرة



و الصنف الثالث ملائكة التدبير و هيالأرواح المدبرة للأجسام كلها الطبيعيةالنورية و الهبائية و الفلكية و العنصريةو جميع أجسام العالم و لهؤلاء ولاية أيضا

نصرة ملائكة التسخير بالدعاء للمؤمنينالمذنبين‏



فأما ملائكة التسخير فولايتهم أعنينصرتهم للمؤمنين إذا أذنبوا و توجهت عليهمأسماء الانتقام الإلهية و توجهت في مقاماتتلك الأسماء أسماء الغفران و العفو والتجاوز عن السيئات فتقول الملائكة ما قالالله تعالى وَ يَسْتَغْفِرُونَلِلَّذِينَ آمَنُوا بقولهم رَبَّناوَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً ما يزيدون على ذلك في حق المؤمنالعاصي غير التائب اتكالا منهم على علمالله فيما قصدوه في ذلك الكلام أدبا معالله سبحانه حيث إنه استحق جناب الله علىأهل الله أن يغار من أجله و يدعي على منعصاه و لم يقم بأمره و ما ينبغي لجلاله فإنالملائكة أهل أدب مع الله فقالوا رَبَّناوَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً بقولكوَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وهؤلاء العصاة من الداخلين في عموم لفظة كلو علما من قوله أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍعِلْماً

استغفار عيسى و الملائكة في حقالمذنبين‏



فهذا مثل قول العبد الصالح الذي أخبرناالله بقوله إِنْ تُعَذِّبْهُمْفَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْلَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُالْحَكِيمُ فتأدب مع الله في هذا القوللما عصى قومه الله تعالى و لم يتوبوا فعلمالله منه أنه تأدب مع الله و أنه عرضبالمغفرة لما علم أن رحمته سبقت غضبه غيرأن نفس الملائكة أقوى في الأدب لأنهم أعلمبالله من هذا العبد و ما ينبغي لجلال اللهفلم يقولوا و إن تغفر لهم و إنما قالواوَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فهذا يسمى تعريض تنبيه على أنالحق بهذه المثابة كما أخبر عن نفسهفقولهم رحمة فقدموا ذكر الرحمة لأنه تعالىقدمها لما ذكر عبده خضرا فقال آتَيْناهُرَحْمَةً من عِنْدِنا قبل أن يذكر ماأعطاه ثم ذكر بعد ذلك الذي أعطاه من أجلرحمته به فقال وَ عَلَّمْناهُ من لَدُنَّاعِلْماً فلهذا قدمت الملائكة الرحمة وسكتت عن ذكر العصاة في دعائها فبين كلمةعيسى في حق قومه و بين دعاء الملائكة في حقالعبيد العصاة من الأدب بون كثير لمن نظر واستبصر

طريقة محمد (ص) في طلب المغفرة لقومه منربه‏



و لهذا قام النبي محمد (ص) بهذه الآية إِنْتُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَليلة كاملة ما زال يرددها حتى طلع الفجر إذكانت كلمة غيره فكان يكررها حكاية و قصدهمعلوم في ذلك كما قيل في المثل‏

إياك أعني فاسمعي يا جارة

و لم يقم ليلة كاملة بآية قول الملائكةلأن مناسبته لعيسى أقرب و مناسبة عيسىللملائكة أقرب لأن جبريل توجه على أمهمريم في إيجاد عيسى بشرا سويا فسلك محمد (ص)طريقا بين طريقين في طلب المغفرة لقومه‏

نصرة ملائكة التسخير بالدعاء للمؤمنينالتائبين‏



فهذا استنصارهم الله في حق المؤمنينالعصاة و أما نصرتهم بالدعاء لمن تاب منهمفهو قولهم ربنا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَتابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ فصرحوا بذكرهملما كان هؤلاء قد قاموا في مقام القربالإلهي بالتوبة و قرعوا بابها في رجعتهمإلى الله و الملائكة حجبة الحق فطلبوا منالله المغفرة لهم لما اتصفوا بالتوبة وهذا من الأدب ثم إنهم لما عرفت الملائكة أنبين الجنة و النار منزلة متوسطة و هيالأعراف فمن كان في هذه المنزلة ما هو فيالنار و لا في الجنة و علمت من لطف اللهبعباده أنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاهفقالت الملائكة بعد قولهم وَ قِهِمْعَذابَ الْجَحِيمِ رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِيوَعَدْتَهُمْ أي لا تنزلهم في الأعراف بلأدخلهم الجنة وَ من صَلَحَ الواو هنابمعنى مع يقولون مع من صلح من آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُكما قال العبد الصالح وَ إِنْ تَغْفِرْلَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُالْحَكِيمُ و لم يقل واحد منهم إنك أنتالغفور الرحيم أدبا مع الجناب الإلهي منالطائفتين فاجتمعوا بذكر هذين الاسمين فيحضرة الأدب مع الله‏

نصرة ملائكة التسخير بالدعاء للملائكةالموكلين بقلوب الآدميين‏



ثم زادت الملائكة في نصرتها للملائكةالموكلين بقلوب بنى آدم و هم أصحاب اللماتينصرونهم الدعاء على أعدائهم من الشياطينأصحاب اللمات الموكلين المسلطين‏

/ 694