و في كل شيء له آية
تدل على أنه واحد
تدل على أنه واحد
تدل على أنه واحد
أن الشرع ما تعرض لاحدية الذات في نفسهابشيء
و اعلم أن الشرع ما تعرض لاحدية الذات فينفسها بشيء و إنما نص على توحيد الألوهيةو أحديتها بأنه لا إله إلا هو و إنما ذلك منفضول العقل لأن العقل عنده فضول كثير أداهإليه حكم الفكر عليه و جميع القوي التي فيالإنسان فلا شيء أكثر تقليدا من العقل وهو يتخيل أنه صاحب دليل إلهي و إنما هوصاحب دليل فكري فإن دليل الفكر يمشي به حيثيريد و العقل كالأعمى بل هو أعمى عن طريقالحق فأهل الله لم يقلدوا أفكارهم فإنالمخلوق لا يقلد المخلوق فجنحوا إلى تقليدالله فعرفوا الله بالله فهو بحسب ما قال عننفسه ما هو بحسب ما حكم فضول العقل عليه وكيف ينبغي للعاقل أن يقلد القوة المفكرة وهو يقسم النظر الفكري إلى صحيح و إلى فاسدو لا بد له أن يحتاج إلى فارق بين صحيحه وفاسده و محال أن يفرق بين صحيح النظر الفكرو فاسده بالنظر الفكري فلا بد أن يحتاج إلىالله في ذلك فالذي نلجأ إليه في تمييزالنظر الفكري صحيحه من فاسده حتى نحكم بهنلجأ إليه ابتداء في أن يعطينا العلم بذلكالمطلوب من غير استعمال فكر و عليه عولتالطائفة و عملت به و هو علم الأنبياء والرسل و أولي العلم من أهل الله و لم تتعدبأفكارها محالها و علمت أن غايتها فيالإدراك الصحيح في زعمها أن تبنى أدلتهاعلى الأمور الحسية و البديهية و قد حكمتبغلط الحس ابتداء في أشياء و بالقدح فيالبديهيات ثم رجعت تأخذها مصادرة لتعذرالدلالة عليها فالرجوع إلى الله أولى فيالأمور كلها كما قال وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُالْأَمْرُ كُلُّهُ و هذا من جملة الأمرفلا علم إلا العلم المأخوذ عن الله فهوالعالم سبحانه وحده و المعلم الذي لا يدخلعلى المتعلم منه فيما يأخذه عنه شبهة و نحنالمقلدون له و الذي عنده حق فنحن فيتقليدنا إياه فيما أعلمنا به أولى باسمالعلماء من أصحاب النظر الفكري الذينقلدوه فيما أعطاهم لا جرم أنهم لايَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ في العلم باللهو الأنبياء مع كثرتهم و تباعد ما بينهم منالأعصار لا خلاف عندهم في العلم باللهلأنهم أخذوه عن الله و كذلك أهل الله وخاصته فالمتأخر يصدق المتقدم و يشد بعضهمبعضا و لو لم يكن ثم إلا هذا لكفى و وجبالأخذ عنهم و هذا الباب أعني باب التوحيديعطي المناسبة من وجه و قد قال بذلك جماعةمن أهل الله كأبي حامد و غيره من شيوخنا ولا يعطي المناسبة من وجه و قد قال به جماعةمن أصحابنا كأبي العباس بن العريفالصنهاجى و نفوا المناسبة جملة و الذيأذهب إليه و أقول به على ما أصلناه أولا أنلا نقلد في علمنا بالله و بغير الله إلاالله فنحن بحسب ما يلقى إلينا في حق نفسهفإن خاطبنا بالمناسبة قلنا بها حيث خاطبنالا نتعدى ذلك الموضع و نقتصر عليه و إنخاطبنا برفع المناسبة رفعناها في ذلكالموطن الذي رفعها فيه لا نتعداه فيكونالحكم له لا لنا فلا نزال نصيب أبدا و لانخطىء و هو المعبر عنه بالعصمة في حقالأنبياء (ع) و الحفظ في حق الأولياء و متىما لم يخبر عن الله فالإصابة إذا حصلت منهللحق اتفاقية بالنظر إليه مقصودة بالنظرإلى الحق هذا هو الذي نعتمد عليه فقولهلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ