إن الله يحب الشاكرين‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



غير الله الذي أنزل بهم هذا البلاء فَماوَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ في سَبِيلِالله وَ ما ضَعُفُوا عن حمله لأنهم حملوهبالله و إن شق عليهم لا بد من ذلك و إن لميشق عليهم فليس ببلاء وَ ما اسْتَكانُوالغير الله في إزالته و لجئوا إلى الله فيإزالته كما قال العبد الصالح مَسَّنِيَالضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُالرَّاحِمِينَ فرفع الشكوى إليه لا إلىغيره فأثنى الله عليه بأنه وجده صابرانِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ معهذه الشكوى فدل إن الصابر يشكو إلى الله لاإلى غيره بل يجب عليه ذلك لما في الصبر إنلم يشك إلى الله من مقاومة القهر الإلهي وهو سوء أدب مع الله و الأنبياء (ع) أهل أدب وهم على علم من الله فإنك تعلم أن صبرك ماكان إلا بالله ما كان من ذاتك و لا من حولكو قوتك فإن الله يقول وَ اصْبِرْ وَ ماصَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ فبأي شي‏ءتفتخر و هو ليس لك فما ابتلى الله عبادهإلا ليلجئوا في رفع ذلك إليه و لا يلجئوافي رفعه إلى غيره فإذا فعلوا ذلك كانوا منالصابرين و هو محبوب الله و من أسمائهتعالى النعتية الصبور فما أحب إلا من رأىخلعته عليه ثم إن هنا سرا و أقامك فيهمقامه فإن الصبر لا يكون إلا على أذى و قدعرفنا إن في خلقه من يؤذي الله و رسوله ونعتهم لنا لنعرفهم فندفع ذلك الأذى عنهتعالى بمقاتلتهم أو بتعليمهم إن كانواجاهلين طالبين العلم و قد سمي نفسه صبورا وقد رفع إلينا ما أوذى به و عرفنا بهم لنذبعنه و ندفع الأذى مع الاتصاف بالصبورلنعلم أنا إذا شكونا إليه ما نزل من البلاءو سألناه في رفعه عنا و سؤالنا إياه لايزول عنا اسم الصبر فلا تزول عنا محبته كمالم يزل عنه اسم الصبور بتعريفه إيانا منأذاه حتى ندفع عنه فإنه‏
ورد في الصحيح ليس أحد أصبر على أذى منالله‏
فاجعل بالك لما نبهناك عليه‏

إن الله يحب الشاكرين‏


و من ذلك حب الشاكرين فوصف الحق نفسه فيكتابه إنه يحب الشاكرين و الشكر نعمتهفإنه شاكِرٌ عَلِيمٌ فما أحب من العبد إلاما هو صفة له و نعت و الشكر لا يكون إلا علىالنعم لا على البلاء كما يزعم بعضهم ممن لاعلم له بالحقائق لأنه تعالى أبطن نعمته فينقمته و نقمته في نعمته فالتبس على من لاعلم له بالحقائق أي بحقائق الأمور فتخيلأنه يشكر على البلاء و ليس بصحيح كشاربالدواء المكروه و هو من جملة البلاء و لكنهو بلاء على من يهلك به و هو المرض الذيلأجله استعمله فالألم هو عدو هذا الدواءإياه يطلب و لكن لما قام البلاء بهذا المحلالواجد للألم ورد عليه المنازع الذي يريدإزالته من الوجود و هو الدواء فوجد المحللذلك كراهة و علم أنه في طي ذلك المكروهنعمة لأنه المزيل للألم فشكر الله تعالىعلى ما فيه من النعمة و صبر على ما يكره مناستعماله لعلمه بأنه طالب ذلك الألم حتىيزيله فما سعى إلا في راحة هذا المحل فتفطنلهذا فلهذا كان شاكرا فلما شكره على ما فيهذا المكروه من النعمة الباطنة زاده نعمةأخرى و هي العافية و إزالة المرض و تصبرهالدواء الكرة عليه و لذلك قال لَئِنْشَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ فزادهالعافية و كذلك أيضا لما أوذى الحق و سعينافي إزالة ذلك المؤذي بأن آذيناه أو سسناهحتى رجع عن الأمر الذي كان يؤذي الحق بهفإن كنا قد آذينا هذا المؤذي بقتال وأمثاله كان ذلك للحق بمنزلة شرب الدواءالذي يكرهه المريض في الحال و يراه نعمةلما فيه من إزالة ذلك الأمر المؤذي و إنماقلنا ذلك لأن الكل من فعله و قضائه و قدره و
قد أوحى الله لنبيه داود أن يبني له بيتايعني بيت المقدس فكلما بناه تهدم فقال لهربه فيما أوحى إليه أنه لا يقوم على يديكفإنك سفكت الدماء فقال له يا رب ما كان ذلكإلا في سبيلك فقال صدقت ما كان إلا فيسبيلي و مع هذا أ ليسوا عبيدي فلا يقوم هذاالبيت إلا على يد مطهرة من سفك الدماء فقاليا رب اجعله مني فأوحى الله إليه أنه يقومعلى يد ولدك سليمان فبناه سليمان (ع)
فهذا عين ما نبهتك عليه إن تفطنت و من هناتعرف الأمر على ما هو عليه و أن مبني الأمرالإلهي أبدا على هو لا هو فإن لم تعرفه كذافما عرفته وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَوَ لكِنَّ الله رَمى‏ فهذا عين ما قلناهمن أنه هو لا هو و هنا حارت عقول من لميشاهد الحقائق على ما هي عليه فلما أزالالعبد هذا الأذى عن جناب الحق و إن كان فيهما في استعمال الدواء شكره الله على ذلك والشكر يطلب المزيد فطلب من عباده سبحانهبشكره أن يزيدوه فزادوه في العمل و هو
قوله (ع) أ فلا أكون عبدا شكورا
فزاد في العبادة لشكر الله له شكرا فزادالحق في الهداية و التوفيق في موطنالأعمال حتى إلى الآخرة حيث لا عمل و لاألم على السعداء و أما التنبيه علىاستعمال الدواء الكرة في إماطة الأذى عنالله فقد أبان عنه الحق في‏
قوله في قبضه نسمة عبده المؤمن فوصف نفسهتعالى بأنه يكره مساءة عبده لكون العبديكره الموت و لا بد له منه‏
مع أنه‏

/ 694