شاهد صورته مراد الله فيه و ما علم له اسمرتبة يذكر به و لا ما له عند الله منالعناية به التي ظهر أثرها عليه حين أقامهخليفة في أرضه و ما غربه عن موطنه و هوالتراب الذي خلق منه و موطن ذلته لشهودعبوديته فإن الأرض ذلول فما حجبته الخلافةعن عبودته و إن كانت أعلى المراتب فهو فيهابالذات و الملائكة المقربون فيها بالعرضيقول تعالى لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُلكونه يحيي الموتى و يخلق و يبرئ أَنْيَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ ثم عطف فقال وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ و همالعالون عن العالم العنصري المولد فهمأعلى نشأة و الإنسان أجمع نشأة فإن فيهالملك و غيره فله فضيلة الجمع و لهذه جعلهمعلم الملائكة و أسجدهم له فمساق الآيةيوزن بتقرير النعم عليه و إنما وقعتالصعوبة في هذا الذكر كونه نكرة و النكرةتعم في مساق النفي فالتنكير يوزن بتعميمنفي الذكر عنه من كل ذاكر و هو دليل على إنالله ما ذكره لمن أوجد قبله من الأعيان وإن كان مذكورا له في نفسه ثم ذكره لملائكتهبمرتبته التي خلق لها لا باسمه العلم الذيهو آدم فاعلم
الباب العشرون و مائة في معرفة مقامالشكر و أسراره
الشكر شكران شكر الفوز و الرفد
فالشكر للرفد يعطيني زيادته
و الشكر للفوز محصور بغايته
و الشكرللرفد لا يجري إلى أمد
هذا منالروح و الثاني من الجسد
و الشكرللفوز مثل السلب للأحد
و الشكرللرفد لا يجري إلى أمد
و الشكرللرفد لا يجري إلى أمد
درجات الشكر في الأسرار و الأنوارالإلهية
اعلم أن درجات الشكر في الأسرار الإلهيةألف درجة و مائتان و إحدى و خمسون درجة عندالعارفين من أهل الله و عند الملامية منهمألف و مائتان و عشرون و درجاته في الأنوارعند العارفين خمسمائة و إحدى و خمسون درجةو عند الملامية من أهل الأنوار خمسمائة وعشرون درجة
الشكر هو الثناء على الله بما يكون منه
اعلم أيدك الله أن الشكر هو الثناء علىالله بما يكون منه خاصة لصفة هو عليها منحيث ما هو مشكور و من أسمائه الشكور و شاكرو قد قال لَئِنْ شَكَرْتُمْلَأَزِيدَنَّكُمْ فهي صفة تقتضي الزيادةمن المشكور للشاكر و هي واجبة بالاتفاقعقلا عند طائفة و شرعا عند طائفة فإن شكرالمنعم يجب عقلا و شرعا و ما تسمى اللهتعالى بشاكر لنا إلا لنزيده من العمل الذيأعطاه أن يشكرنا عليه لنزيده منه كمايزيدنا نعمة إذا شكرناه على نعمه و آلائه ولا يصح الشكر إلا على النعم
الاسم الإلهي الشكور من خصوص أهل الله والاسم الشاكر حظ العامة
فتفطن لنسبة الشكر إليه تعالى ببنيةالمبالغة في حق من أعطاه من العمل ما تعينعلى جميع أعضائه و قواه الظاهرة و الباطنةفي كل حال بما يليق به و في كل زمان بمايليق به فيشكره الحق على كل ذلك بالاسمالشكور و هذا من خصوص أهل الله و أماالعامة فدون هذه الرتبة في أعمال الحال والزمان و جميع الكل فإذا أتوا بالعمل علىهذا الحد من النقص تلقاهم الاسم الشاكر لاالشكور فهم على كل حال مشكورون و لكن قالالله تعالى وَ قَلِيلٌ من عِبادِيَالشَّكُورُ فهم خاصة الله الذين يرون جميعما يكون من الله في حقهم و في حق عباده نعمةإلهية سواء سرهم ذلك أم ساءهم فهم يشكرونعلى كل حال و هذا الصنف قليل بالوجود وبتعريف الله إيانا بقلتهم و أما الشاكرونمن العباد فهم الذين يشكرون الله علىالمسمى نعمة في العرف خاصة
الشكر نعت إلهى و هو لفظى و علمى و عملى
و الشكر نعت إلهي و هو لفظي و علمي و عمليفاللفظي الثناء على الله بما يكون منه علىحد ما تقدم و العملي قوله تعالى وَ جِفانٍكَالْجَوابِ وَ قُدُورٍ راسِياتٍاعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَ قَلِيلٌمن عِبادِيَ الشَّكُورُ فهذا هو الشكرالعملي و قوله وَ أَمَّا بِنِعْمَةِرَبِّكَ فَحَدِّثْ فهو موجه له وجه إلىاللفظ و هو الذكر بما أنعم الله به عليهفإذا ذكر ما أنعم الله به عليه من النعمالمعلومة في العرف من المال و العلم فقدعرض نفسه لنقصد في ذلك فيجود به على القاصدفيدخلك في الشكر العملي لأن من النعم مايكون مستورا لا يعرف صاحبها أنه صاحب نعمةفلا يقصد فإذا حدث بما أعطاه الله و أنعمعليه به قصد في ذلك فلهذا أمر بالحديثبالنعم و التحدث بالنعم شكر و الإعطاءمنها شكر على شكر فجمع بين الذكر و العملفيقول الحمد لله المنعم المفضل
الشكر العلمي هو حق الشكر و هو الشكرالحق
و أما الشكر العلمي و هو حق الشكر فهو أنيرى النعمة من الله فإذا رأيتها من اللهفقد شكرته حق الشكر
خرج ابن ماجة في سننه عن رسول الله (ص) أنالله أوحى إلى موسى يا موسى اشكرني حقالشكر قال موسى يا رب و من يقدر على ذلك قاليا موسى إذا رأيت النعمة مني فقد شكرتني حقالشكر
هذا حال من رأى النعمة و من نعمته على عبدهأن يوفقه لبذل ما عنده من نعم الله علىالمحتاجين من عباده فيعطيهم بيد حق لابيده فهم ناظرون