أوصاف المؤمنين و المؤمنات والمسلمين و المسلمات‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



و على مثل هذا تجري أفعاله و أما السابقبالخيرات و هو المبادر إلى الأمر قبل دخولوقته ليكون على أهبة و استعداد و إذا دخلالوقت كان متهيئا لأداء فرض الوقت لايمنعه من ذلك مانع كالمتوضئ قبل دخولالوقت و الجالس في المسجد قبل دخول وقتالصلاة فإذا دخل الوقت كان على طهارة و فيالمسجد فيسابق إلى أداء فرضه و هي الصلاة وكذلك إن كان له مال أخرج زكاته و عينهاليلة فراغ الحول و دفعها لربها في أول ساعةمن الحول الثاني للعامل الذي يكون عليها وكذلك في جميع أفعال البر كلها يبادر إليهاكما
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لبلال بمسبقتني إلى الجنة فقال بلال ما أحدثت قطإلا توضأت و لا توضأت إلا صليت ركعتين فقالرسول الله صلّى الله عليه وسلّم بهما
فهذا و أمثاله من السابق بالخيرات و هوكان حال رسول الله صلّى الله عليه وسلّمبين المشركين في شبابه و حداثة سنه و لميكن مكلفا بشرع فانقطع إلى ربه و تحنث وسابق إلى الخيرات و مكارم الأخلاق حتىأعطاه الله الرسالة
(وصل)

أوصاف المؤمنين و المؤمنات والمسلمين و المسلمات‏


و اعلم أن الله تعالى قد وصف أقواما منالنساء و الرجال بصفات أذكرها إن شاء اللهإذ كان الزمان لا يخلو أبدا عن رجال و نساءقائمين بهذا الوصف مثل قوله إِنَّالْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَ الصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَ الصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِوَ الصَّائِمِينَ وَ الصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَ الذَّاكِرِينَ اللهكَثِيراً وَ الذَّاكِراتِ ثم قال أَعَدَّالله لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراًعَظِيماً فأعد الله لهم المغفرة قبل وقوعالذنب المقدر عليهم عناية منه فدل ذلك علىأنهم من العباد الذين لا تضرهم الذنوب و
قد ورد في الصحيح من الخبر الإلهي اعمل ماشئت فقد غفرت لك‏
فما وقعت من مثل هؤلاء الذنوب إلا بالقدرالمحتوم لا انتهاكا للحرمة الإلهية قيللأبي يزيد أ يعصي العارف قال وَ كانَأَمْرُ الله قَدَراً مَقْدُوراً فتقعالمعصية من العارفين أهل العناية بحكمالتقدير لنفوذ القضاء السابق فلا بد منذكر هؤلاء الأصناف ليتبين من هو المسلم والمسلمة و المؤمن و المؤمنة و من وصف اللهمنهم الذين لهم هذه المرتبة من أعدادالمغفرة لهم و الأجر العظيم قبل وقوعالذنب منهم و قبل حصول العمل و أمر قد عظمهالله لا يكون إلا عظيما و كذلك قولهفَأُولئِكَ (مَعَ) الَّذِينَ أَنْعَمَالله عَلَيْهِمْ من النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ و كذلك قوله تعالىالتَّائِبُونَ الْعابِدُونَ و قد ذكرناالعباد ثم قال الْحامِدُونَالسَّائِحُونَ و السياحة في هذه الأمةالجهاد و قد قال تعالى في خليله إِنَّإِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ فلا بدمن ذكر الأواهين و الحلماء و قال فيهلَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ فأثنى عليهبالإنابة و قال فيه إِنَّهُ أَوَّابٌ!فذكره بالأوبة فهؤلاء الأصناف لا بد منذكرهم في هذا الباب ليقع عند السامع تعيينهذه الصفة و منزلة هذا الموصوف بها و كذلكأولو النهى و أولو الأحلام و أولو الألبابو أولو الأبصار فما نعتهم الله بهذهالنعوت سدى و المتصفون بهذه الأوصاف قدطالبهم الحق بما تقتضيه هذه الصفات و ماتثمر لهم من المنازل عند الله فإن هذاالباب باب شريف من أشرف أبواب هذا الكتابيتضمن ذكر الرجال و علوم الأولياء و نحننستوفيها إن شاء الله أو نقارب استيفاءذلك على القدر الذي رسم لنا و عينه الحقتعالى في واقعتنا فإن المبشرات هي التيأبقى الله لنا من آثار النبوة التي سدبابها و قطع أسبابها فقذف به في قلوبنا ونفث به الروح المؤيد القدسي في نفوسنا و هوالإلهام الإلهي و العلم اللدني نتيجةالرحمة التي أعطاها الله من عنده من شاء منعباده‏

أولياء الله الذين لا خوف عليهم و لا هميحزنون‏


فمنهم رضي الله عنهم الأولياء قال تعالىأَلا إِنَّ أَوْلِياءَ الله لا خَوْفٌعَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ مطلقاو لم يقل في الآخرة فالولي من كان على بينةمن ربه في حاله فعرف ما له بأخبار الحقإياه على الوجه الذي يقع به التصديق عنده وبشارته حق و قوله صدق و حكمه فصل فالقطعحاصل فالمراد بالولي من حصلت له البشرى منالله كما قال تعالى لَهُمُ الْبُشْرى‏ فيالْحَياةِ الدُّنْيا وَ في الْآخِرَةِ لاتَبْدِيلَ لِكَلِماتِ الله ذلِكَ هُوَالْفَوْزُ الْعَظِيمُ و أي خوف و حزن يبقىمع البشرى بالخير الذي لا يدخله تأويلفهذا هو الذي أريد بالولي في هذه الآية ثمإن أهل الولاية على أقسام كثيرة فإنها أعمفلك إحاطي فنذكر أهلها من البشر إن شاءالله و هم الأصناف الذين نذكرهم مضافا إلىما تقدم في هذا الباب من ذكرهم ممن حصرتهمالأعداد و من لا يحصرهم عدد انتهى الجزءالسابع و السبعون‏

/ 694