الصفات النفسية سوى واحدة لأحديته و هيعين ذاته فليس له فصل مقوم يتميز به عماوقع له من الاشتراك فيه مع غيره بل لهالأحدية الذاتية التي لا تعلل و لا تكونعلة فهي الوجود و ما هي
أسنى ما تمدح به الإنسان العلم بالقدر
و من الأسباب التي لأجلها طوى علم ذلك عنالإنسان لكون ذات الإنسان تقتضي البوح بهلأنه أسنى ما يمدح به الإنسان و لا سيماالرسل فحاجتهم إليه آكد من جميع الناس لأنمقام الرسالة يقتضي ذلك و ما ثم علم و لاآية أقرب دلالة على صدقهم من مثل هذاالعلم
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيماوصف ربه به مما أوحى إليه به أنه لا شيءأحب إلى الله تعالى من أن يمدح
و لا مدحة فوق المدحة بمثل هذا ثم إن اللهخلق آدم على صورته فلا شيء أحب إلى العبدمن أن يمدح و يثنى عليه و أسنى ما يمدح بهالعبد العلم بالله و علمه بالقدر علمهبالله فلو فتح للعبد الإنساني العلمبالقدر و قد أمر بالغيرة فيه و طيه عمن لاينبغي أن يظهر عليه و كان الإنسان و هومجبول على حب المدح و الرسالة تعطي الرغبةفي هداية الخلق أجمعين و لا طريق للهدايةأوضح من هذا الفن فالذي كانوا يلقونه منالكتم من الألم و العذاب في أنفسهم لا يقدرقدره فخفف الله عن الرسل مثل هذا الألمفطواه عنهم فإن جميع العالم ممن له قوة علىإيصال ما في نفسه من الأمور إلى الخلقيكتمون علم مثل هذا و غيره إذا كان عندهمإلا الجن و الإنس فإن النشأة من هذه القويالعنصرية تقتضي لهم ذلك فمن كتم منهمفإنما يكتم على كره مما ينبغي أن يمدح بهإذا بثه و لو لا إن البهائم لم تعط لها قوةالتوصيل لأعلمت بما تشاهده من الأمورالغيبية التي أمر الله من يعلمها بسترهامثل خوار الميت على نعشه و عذاب القبر وحياة الشهداء فكل دابة تسمعه و تصغي يومالجمعة شفقا من الساعة و لكن لما كوشفت علىمثل هذا أعطيت الخرس عن التوصيل فكتمهاالأشياء اضطراري لا اختياري فطواه الله عنالثقلين لذلك فإنه من الأسرار المكتومةفهذا من الأسباب التي طوى لها علم القدر
(السؤال الخامس و الثلاثون) متى ينكشف لهمسر القدر
الجواب سر القدر غير القدر و سره عينتحكمه في الخلائق و إنه لا ينكشف لهم هذاالسر حتى يكون الحق بصرهم فإذا كان بصرهمبصر الحق و نظروا للأشياء ببصر الحق حينئذانكشف لهم علم ما جهلوه إذ كان بصر الحق لايخفى عليه شيء
لا ينكشف للعبد سر القدر حتى يكون الحقمنه ملء البصر
قال تعالى إِنَّ الله لا يَخْفىعَلَيْهِ شَيْءٌ في الْأَرْضِ وَ لا فيالسَّماءِ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فيالْأَرْحامِ لكونها مظلمة تمدح بإدراكالأشياء فيها كيف يشاء من أنواع الصور والتصوير لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُأي المنيع الذي نسب لنفسه الصورة لا عنتصوير و لا تصور الحكيم بما تعطيهالاستعدادات المسواة لقبول الصور فيعينلها من الصور ما شاء مما قد علم أنهامناسبة له
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عنربه تعالى أنه قال ما تقرب أحد بأحب إلي منأداء ما افترضته عليه لأنها عبودية اضطرارو لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل و هيعبودية اختيار حتى أحبه
إذ جعلها نوافل فاقتضت البعد من الله فلماألزم عبودية الاختيار نفسه لزوم عبوديةالاضطرار أحبه فهو معنى قوله تعالى حتىأحبه
ثم قال فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع بهو بصره الذي يبصر به
الحديث فإذا كان الحق لهذه الحالة بصرالعبد كيف يخفى عليه ما ليس يخفى فأعطتهالنوافل و اللزوم عليها أحكام صفات الحق وأعطته الفرائض أن يكون كله نورا فينظربذاته لا بصفته فذاته عين سمعه و بصره فذلكوجود الحق لا وجوده وَ الله يَقُولُالْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
(السؤال السادس و السابع و الثلاثون) أينينكشف لهم و لمن ينكشف منهم
الجواب في حال الانفعال عنهم و الاتحادبهم
المظاهر: أقسامها و علاماتها
و ذلك أن من المظاهر من يعلم أنه مظهر و منالمظاهر من لا يعلم أنه مظهر فيتخيل أنه عنالحق أجنبي و علامة من يعلم أنه مظهر أنتكون له مظاهر حيث شاء من الكون كقضيبالبان فإنه كان له مظاهر فيما شاء من الكونلا حيث ما شاء من الكون و إن من الرجال منيكون له الظهور فيما شاء من الكون لا حيثشاء و من كان له الظهور حيث شاء من الكونكان له الظهور فيما شاء من الكون فتكونالصورة الواحدة تظهر في أماكن مختلفة وتكون الصور الكثيرة على التعاقب تلبسالذات الواحدة في عين المدرك لها فإذا حصلالإنسان في المكان الذي يعرف فيه تجلىالحق في الصور المختلفة للشخص الواحد أوالأشخاص الكثيرين فمعرفته بتلك الحيثيةلا تكون إلا