الفكر بمعنى الاعتبار هو نعت طبيعى خاصبالبشر - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





  • إن التفكر حال لست أجهله
    لو لا التفكر كان الناس في دعة
    الفكر نعت طبيعي و ليس له
    و لو يكون الذي قلناه ما نظرت
    به المؤثر و الأسماء قائمة
    تنفذ الأمرفي بدو و في حضر



  • فالله قرره فيالآي و السور
    و في نعيممع الأرواح في سرر
    حكم على أحديدري سوى البشر
    بالغاعيني إلى الأحوال و الصور
    تنفذ الأمرفي بدو و في حضر
    تنفذ الأمرفي بدو و في حضر





الفكر بمعنى الاعتبار هو نعت طبيعى خاصبالبشر



اعلم وفقك الله أن الفكر ليس بنعت إلهيإلا إذا كان بمعنى التدبير و التردد فيالأولى فحينئذ يكون نعتا إلهيا و أماالفكر بمعنى الاعتبار فهو نعت طبيعي و لايكون في أحد من المخلوقين سوى هذا الصنفالبشري و هو لأهل العبر الناظرين فيالموجودات من حيث ما هي دلالات لا من حيثأعيانها و لا من حيث ما تعطي حقائقها قالتعالى وَ يَتَفَكَّرُونَ في خَلْقِالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فإذا تفكرواأفادهم ذلك التفكر علما لم يكن عندهمفقالوا رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًاسُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ فماعدلوا إلى الاستجارة به من عذاب النار إلاو قد أعطاهم الفكر في خلق السموات و الأرضعلما أشهدهم النار ذلك العلم فطلبوا منالله أن يحول بينهم و بين عذاب النار وهكذا فائدة كل مفكر فيه إذا أعطى للمفكرعلما ما يسأل الله منه بحسب ما يعطيه‏

أمر الشارع بالتفكر و هو نعت طبيعى ليكونعبادة و هي مقام روحى‏



فمقام الفكر لا يتعدى النظر في الإله منكونه إلها و فيما ينبغي أن يستحقه من لهصفة الألوهية من التعظيم و الإجلال والافتقار إليه بالذات و هذا كله يوجد حكمهقبل وجود الشرائع ثم جاء الشرع به مخبرا وآمرا فأمر به و إن أعطته فطرة البشر ليكونعبادة يؤجر عليها فإنه إذا كان عملامشروعا للعبد أثمر له ما لا يثمر له إذااتصف به لا من حيث ما هو مشروع‏

ليس للفكر حكم و لا مجال في ذات الحق لاعقلا و لا شرعا



و ليس للفكر حكم و لا مجال في ذات الحق لاعقلا و لا شرعا فإن الشرع قد منع من التفكرفي ذات الله و إلى ذلك الإشارة بقوله وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ أي لاتتفكروا فيها و سبب ذلك ارتفاع المناسبةبين ذات الحق و ذات الخلق و أهل الله لماعلموا مرتبة الفكر و أنه غاية علماءالرسوم و أهل الاعتبار من الصالحين و أنهيعطي المناسبات بين الأشياء تركوه لأهله وأنفوا منه أن يكون حالا لهم كما سيأتي فيباب ترك الفكر

كيف يفوز صاحب الفكر بالصواب مع أن الفكرحال لا يعطى العصمة



و الفكر حال لا يعطي العصمة و لهذا مقامهخطر لأن صاحبه لا يدري هل يصيب أو يخطئلأنه قابل للاصابة و الخطاء فإذا أرادصاحبه أن يفوز بالصواب فيه غالبا في العلمبالله فليبحث عن كل آية نزلت في القرآنفيها ذكر التفكر و الاعتبار و لا يتعدى ماجاء من ذلك في غير كتاب و لا سنة متواترةفإن الله ما ذكر في القرآن أمرا يتفكر فيهو نص على إيجاده عبرة أو قرن معه التفكرإلا و الإصابة معه و الحفظ و حصول المقصودمنه الذي أراده الله لا بد من ذلك لأن الحقما نصبه و خصه في هذا الموضع دون غيره إلا وقد مكن العبد من الوصول إلى علم ما قصد بههناك فقد ألقيت بك على الطريق و هكذا وجدهأهل الله‏

التزم الموضوعات التي نصبها الحق ميداناللفكر و لا تتعد بالأمور مراتبها و لا تعدلبالآيات إلى غير منازلها



فإن تعديت آيات التفكر إلى آيات العقل أوآيات السمع أو آيات العلم أو آيات الايمانو استعملت فيها الفكر لم تصب جملة واحدةفالتزم الآيات التي نصبها الحق لقوميتفكرون و لا تتعدى بالأمور مراتبها و لاتعدل بالآيات إلى غير منازلها و إذا سلكتعلى ما قلته لك حمدت مسعاك و شكرتني علىذلك فابحث على كل آية عبرة و تفكر تسعد إنشاء الله تعالى و كذلك الآيات التي فيهاالنظر من هذا الباب الفكري مثل قوله تعالىأَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِكَيْفَ خُلِقَتْ و مثل قوله أَ وَ لَمْيَنْظُرُوا في مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ و كذلك أَ لَمْ تَرَ كَيْفَفَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ وقوله أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ رَبِّكَ كَيْفَمَدَّ الظِّلَّ الآية و كذلك آيات التدبرمن هذا الباب مثل قوله أَ فَلايَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ و اجعل بالكإذا ذكر الله شيئا من ذلك بأي اسم ذكره فلاتتعدى التفكر فيه من حيث ذلك الاسم إن أردتالإصابة للمعنى المقصود لله مثل قوله أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ فانظرفيه من حيث ما هو قرآن لا من حيث ما هو كلامالله و لا من حيث ما هو فرقان و لا من حيث ماهو ذكر من قوله إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَاالذِّكْرَ

كل اسم في القرآن له حكم و تعيينه بالذكركى يفهم ذلك الحكم من ذلك الاسم‏



فكل اسم له حكم و ما عينه الحق في الذكرإلا حتى يفهمه عباده و يعلمهم كيف ينزلونالأشياء منازلها فتلك الحكمة و صاحبهاالحكيم و قد مدح الله من شرفه بالحكمة فقالوَ يُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَو قال وَ آتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَالْخِطابِ و قال وَ من يُؤْتَ الْحِكْمَةَفَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ مايَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ‏

/ 694