أن الله تعالى جعل هذه الأرض كالجسمالواحد - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



فذلك سيد الوقت فاقتد به و ذلك صورة الحقأنشأها الله صورة جسدية بعيدة المدى لايبلغ مداها و لا يخفى طريق هداها و هذا هوطبع الأرض فهي الذلول التي لا تقبلالاستحالة فيظهر فيها أحكام الأركان و لايظهر لها حكم في شي‏ء تعطي جميع المنافعمن ذاتها هي محل كل خير فهي أعز الأجسام لاتزاحم المتحركات بحركتها لأنها لا تفارقحيزها يظهر فيها كل ركن سلطانه و هي الصبورالقابلة الثابتة الراسية سكن ميدهاجبالها التي جعلها الله أوتادها لما تحركتمن خشية الله آمنها الله بهذه الأوتادفسكنت سكون الموقنين و منها تعلم أهلاليقين يقينهم فإنها الأم التي منهاأخرجنا و إليها نعود و منها نخرج تارة أخرىلها التسليم و التفويض هي ألطف الأركانمعنى و ما قبلت الكثافة و الظلمة و الصلابةإلا لستر ما أودع الله فيها من الكنوز لماجعل الله فيها من الغيرة فحار السعاة فيهافلم يخرقوها و لا بلغوا جبالها طولاأعطاها صفة التقديس فجعلها طهورا في أشرفالحالات و ذلك عند الاضطرار لما أقامهامقامه مثل الظمآن يرى السراب فيحسبه ماءفـ إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاًيعني ماء وَ وَجَدَ الله عِنْدَهُ فما وجدالله إلا عند الضرورة كذلك طهارة الأرض لاتكون إلا لفاقد الماء على ما كان منالأحوال فانظر ما أشرف منزلها ثم أنزلتهامنزلة النقطة من المحيط فهي تقابل بذاتهاكل جزء من المحيط و ينظر إليها كل جزء منالمحيط فكل خط منها يخرج إلى المحيط علىالسواء و الاعتدال لأنها ما تعطي إلا بحسبصورتها و كل خط من المحيط إليها يقصد فلوزالت زال المحيط و لو زال المحيط لم يلزمزوالها فهي الدائمة الباقية في الدنيا والآخرة أشبهت نفس الرحمن في التكوين‏

أن الله تعالى جعل هذه الأرض كالجسمالواحد


و اعلم أن الله تعالى قد جعل هذه الأرض بعدما كانت رتقا كالجسم الواحد كما كانتالسماء ففتق رتقها و جعلها سبعة أطباق كمافعل بالسموات و جعل لكل أرض استعدادانفعال لأثر حركة فلك من أفلاك السموات وشعاع كوكبها فالأرض الأولى و هي التي نحنعليها للفلك الأول من هناك ثم تنزل إلى أنتنتهي إلى الأرض السابعة و السماء الدنياو لذلك‏
قال (ع) فيمن غصب شبرا من الأرض طوقه اللهبه من سبع أرضين‏
لأنه إذا غصب شيئا من الأرض كان ما تحت ذلكالمغصوب مغصوبا إلى منتهى الأرض و لو لمتكن طباقا بعضها فوق بعض لبطل معقول هذاالخبر و كذلك الخبر الوارد في سجود العبدعلى الأرض طهر الله بسجدته إلى سبع أرضين وقال تعالى أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً أي كل واحدةمنهما مرتوقة ثم قال فَفَتَقْناهُما يعنيفصل بعضها من بعض حتى تميزت كل واحدة عنصاحبتها كما قال خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍطِباقاً و من الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّالظاهر يريد طباقا ثم قال يَتَنَزَّلُالْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ أي بين السموات والأرض و لو كانت أرضا واحدة لقال بينهماهذا هو الظاهر و هو الذي يعطيه الكشف والأمر النازل بينهن هذا الأمر الإلهي الذييكون بين السماء الدنيا و الأرض التي نحنعليها ينزل من السماء ثم يطلب أرضه و هوقوله وَ أَوْحى‏ في كُلِّ سَماءٍأَمْرَها فذلك الأمر هو الذي ينزل إلىأرضه بما أوحى الله فيه على عامر تلك الأرضمن الصور و الأرواح و جعل هذه الأرض سبعةأقاليم و اصطفى من عباده المؤمنين سبعةسماهم الأبدال لكل بدل إقليم يمسك اللهوجود ذلك الإقليم به فالإقليم الأول ينزلالأمر إليه من السماء الأولى من هناك وتنظر إليه روحانية كوكبه و البدل الذييحفظه على قلب الخليل عليه السلام والإقليم الثاني ينزل الأمر إليه من السماءالثانية و تنظر إليه روحانية كوكبها والبدل الذي يحفظه على قلب موسى عليهالسلام و الإقليم الثالث ينزل إليه الأمرالإلهي من السماء الثالثة و تنظر إليهروحانية كوكبها و البدل الذي يحفظه علىقلب هارون و يحيى عليهما السلام بتأييدمحمد عليه الصلاة و السلام و الإقليمالرابع ينزل الأمر إليه من قلب الأفلاككلها و تنظر إليه روحانية كوكبها الأعظم والبدل الذي يحفظه على قدم إدريس عليهالسلام و هو القطب الذي لم يمت إلى الآن والأقطاب فينا نوابه و الإقليم الخامس ينزلإليه الأمر من السماء الخامسة و تنظر إليهروحانية كوكبها و البدل الذي يحفظ الله بهذلك الإقليم على قلب يوسف عليه السلام ويؤيده محمد صلّى الله عليه وسلّم والإقليم السادس ينزل الأمر إليه من السماءالسادسة و تنظر إليه روحانية كوكبها والبدل الذي يحفظه على قلب عيسى روح الله ويحيى عليهما السلام و الإقليم السابع ينزلالأمر إليه من السماء الدنيا و ينظر إليهروحانية كوكبها و البدل الذي يحفظه علىقلب آدم عليه السلام و اجتمعت بهؤلاءالأبدال السبعة بحرم مكة خلف حطيمالحنابلة وجدتهم يركعون هناك فسلمت عليهمو سلموا علينا و تحدثت معهم‏

/ 694