أن الشيطان يعدهم الفقر - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





قال إبليس فَبِعِزَّتِكَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّاعِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ يعنيالذين اصطنعهم الحق لنفسه فجعل من لطفهلإبليس متعلقا يتعلق به في موطن خاص يعرفهالعارفون بالله‏

أن الشيطان يعدهم الفقر



ثم أخبر الله أن الشيطان يعدهم الفقرلقوله تعالى وَ عِدْهُمْ فأدرج الرحمة منحيث لا يشعر بها و لو شعر إبليس بهذاالاستدراج الرحماني ما طلب الرحمة من عينالمنة و لكن حجبته قرائن الأحوال عناعتبار الحق صفة الأمر الإلهي فالاسماللطيف أورث الجان الاستتار عن أعين الناسفلا تدركهم الأبصار إلا إذا تجسدوا و جعلسماعهم القرآن إذا تلي عليهم أحسن من سماعالإنس فإن الإنسان وجد عن الاسم الجامعفما انفرد بخلق الاسم اللطيف الإلهي دونمقابله من الأسماء

فلما تلا عليهم رسول الله صلّى الله عليهوسلّم سورة الرحمن فما قال في آية منهافَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِإلا قالت الجن و لا بشي‏ء من آلائك ربنانكذب ثم تلاها بعد ذلك صلّى الله عليهوسلّم على الإنس من أصحابه فلم يظهر منهممن القول عند التلاوة ما ظهر من الجن فقالصلّى الله عليه وسلّم لأصحابه إني تلوتهذه السورة على الجن فكانوا أحسن استماعالها منكم و ذكر الحديث‏

و يقول الله عز و جل آمرا وَ إِذا قُرِئَالْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا و أخبر عن الجن فقال وَ إِذْصَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً من الْجِنِّيَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّاحَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّاقُضِيَ وَلَّوْا إِلى‏ قَوْمِهِمْمُنْذِرِينَ قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّاسَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ من بَعْدِمُوسى‏ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِيَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى‏ طَرِيقٍمُسْتَقِيمٍ يا قَوْمَنا أَجِيبُواداعِيَ الله وَ آمِنُوا به يَغْفِرْلَكُمْ من ذُنُوبِكُمْ وَ يُجِرْكُمْ منعَذابٍ أَلِيمٍ و ما قال الله و لا روى عنأحد من الإنس أنه قال مثل هذا القول فأثرفيهم الاسم اللطيف هذه الآثار في المؤمنينمنهم و الشياطين و هل حكي عن أحد من كفارالإنس قول مثل قول إبليس و هو قوله بِماأَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فيالْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْأَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُالْمُخْلَصِينَ لما قال الله له إِنَّعِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌفقطع يأسه منهم أن يكون له عليهم سلطان وحكم فيهم فهم المعصومون و المحفوظون فيالباطن و في الظاهر من الوقوع عن قصدانتهاك حرمة الله فخواطر المعصومين والمحفوظين كلها ما بين ربانية أو ملكية أونفسية و علامة ذلك عند المعصوم أنه لا يجدترددا في أداء الواجب بين فعله و تركه ويجد التردد بين المندوب و المكروه و لا فيترك واجب تركه لا يجد فيه التردد لأنالتردد في مثل هذين هو من خاطر الشيطان فمنوجد من نفسه هذه العلامة علم أنه معصومفقوله لَأُغْوِيَنَّهُمْ عن تخلق من قولهفَبِما أَغْوَيْتَنِي و التزيين الذي جاءبه من قوله وَ عِدْهُمْ فإنه يتضمنه فماخرج في أفعاله في العباد عن الأمر اللطيفالذي تجعله قرائن الأحوال وعيدا و تهديداو للظاهر تعلق بالحكم لاستواء الرحمن علىالعرش و اتساع الرحمة و عمومها حيث لم تبقشيئا إلا حكمت عليه و من حكمها كان قوله وَاسْتَفْزِزْ من اسْتَطَعْتَ الآيات فتدبريا ولي حكم هذا الاسم في الجان مؤمنهم وكافرهم إن لم تكن من أهل الكشف و الوجودفتتبع ما ذكر الله في القرآن من أخبارهم وحكايات أفعالهم و أقوالهم مؤمنهم و كافرهمو من أثر الاسم اللطيف لطف إبليس في آدم فيقوله هَلْ أَدُلُّكَ عَلى‏ شَجَرَةِالْخُلْدِ وَ مُلْكٍ لا يَبْلى‏ فصدقه وهو الكذوب و لم يكن كذبه إلا في قوله أَنَاخَيْرٌ مِنْهُ ثم علل فقال خَلَقْتَنِي مننارٍ فجمع بين الجهل و الكذب فإنه ما هوخير منه لا عند الله و لا في النشأة و فضلبين الأركان و لا فضل بينها في الحقائقفتلطف في الإغواء تلطف المستدرج فيالاستدراج و الماكر في المكر و الخادع فيالخداع‏




  • إن اللطيف من الأسماء معلوم
    هو اللطيف فما يبدو لناظرنا
    لطف اللطيف بنا نعت له و لنا
    فاللطف فيعينه عليه محكوم‏



  • و لطفه ظاهرفي الخلق موسوم‏
    و كيف يدركلطف الذات معدوم‏
    فاللطف فيعينه عليه محكوم‏
    فاللطف فيعينه عليه محكوم‏





أن صورة الروح الناري مجهولة عند البشر



ثم اعلم أن نسبة الأرواح النارية فيالصورة الجرمية أقرب مناسبة للتجليالإلهي في الصور المشهودة للعين من الجسمالإنساني و ما قرب من النسب إلى ذلك الجنابكان أقوى في اللطافة من الأبعد فلا تزالصورة الروح الناري مجهولة عند البشر لاتعلم إلا بإعلام إلهي فإنه إعلام لا يدخلهما يخرجه عن الصدق و كذلك إعلام الأرواحالملكية و أما لو وقع الإعلام من الجن لمنثق به لأنه عنصري الأصل و كل موجود عنصرييقبل الاستحالة مثل أصله و الموجود عنالطبيعة من غير وساطة لا يقبل الاستحالةفلهذا لا يدخل أخباره الكذب فلطافته أخفتهحتى جهلت صورته فإن قلت فالأرواح الملكية

/ 694