صحبة الأحداث و أهل البدع‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



أقوى فهكذا ينبغي أن تكون شهوة أهل الله‏

صحبة الأحداث و أهل البدع‏


و أما صحبة الأحداث و هم المردان و أهلالبدع الذين أحدثوا في الدين من التسنينالمحمود الذي أقره الشارع فينا فينظرالعارف في المردان من حيث إنه أملس لا نباتبعارضيه كالصخرة الملساء فإن الأرضالمرداء هي التي لا نبات فيها فذكره مقامالتجريد و أنه أحدث عهد بربه من الكبير وقد راعى الشرع ذلك في المطرف كلما قرب منالتكوين كان أقرب دلالة و أعظم حرمة و أوفرلدواعي الرحمة به من الكبير البعيد عن هذاالمقام و أما كونهم أحداثا لهذا المعنىلأنهم حديثو عهد بربهم و في صحبتهم تذكرحدثهم ليتميز قدمه تعالى به فهو اعتبارصحيح و طريق موصلة و أما إن كان من أحداثالتسنين فيؤيده قوله تعالى مايَأْتِيهِمْ من ذِكْرٍ من رَبِّهِمْمُحْدَثٍ و ما يَأْتِيهِمْ من ذِكْرٍ منالرَّحْمنِ مُحْدَثٍ فذم من لم يتلقاهبالقبول فهكذا نظر العارفين فيه و أماالمريدون و الصوفية فحرام عليهم صحبةالأحداث لاستيلاء الشهوة الحيوانية عليهمبسبب العقل الذي جعله الله مقابلا لها فلولا العقل لكانت الشهوة الطبيعية محمودة

حنين العارفين إلى النساء و في أخذالإرفاق منهن‏


و أما النسوان فنظر العارفين فيهن و فيأخذ الإرفاق منهن فحنين العارفين إليهنحنين الكل إلى جزئه كاستيحاش المنازللساكنيها التي بهم حياتها و لأن المكانالذي في الرجل الذي استخرجت منه المرأةعمره الله بالميل إليها فحنينه إلى المرأةحنين الكبير و حنوه على الصغير و أما أخذالإرفاق منهن فإنه يأخذه منهن لهن كماأخذه رسول الله (ص) حين أمرهن أن يتصدقنلأنه يسعى في خلاصهن لما رآهن أكثر أهلالنار فأشفق عليهن حيث كن منه فهو شفقةالإنسان على نفسه و لأنهن محل التكوينلصورة الكمال فحبهن فريضة و اقتداء بهعليه السلام‏
قال رسول الله (ص) حبب إلي من دنياكم ثلاثالنساء و الطيب و جعلت قرة عيني في الصلاة
فذكر النساء أ ترى حبب إليه ما يبعده عنربه لا و الله بل حبب إليه ما يقر به من ربهو لقد فهمت عائشة أم المؤمنين ما أخذالنساء من قلب رسول الله (ص) حين خيرهنفاخترنه فأراد الله تعالى جبرهن و إيثارهنفي الوقت و مراعاتهن و إن كان بخلاف مرادرسول الله (ص) فقال لا يَحِلُّ لَكَالنِّساءُ من بَعْدُ وَ لا أَنْ تَبَدَّلَبِهِنَّ من أَزْواجٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكَحُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْيَمِينُكَ فأبقى عليه رحمة به لما جعل فيقلبه من حب النساء ملك اليمين و هذه من أشقآية نزلت على رسول الله (ص) فقالت عائشة ماكان الله ليعذب قلب نبيه (ص) و الله ما ماترسول الله (ص) حتى أحل له النساء فمن عرفقدر النساء و سرهن لم يزهد في حبهن بل منكمال العارف حبهن فإنه ميراث نبوي و حبإلهي فإنه‏
قال (ص) حبب إلي‏
فلم ينسب حبه فيهن إلا إلى الله تعالىفتدبر هذا الفصل تر عجبا

الميزان المشروع موضوع لوزن أفعالالعباد


و أما المريدون الذين هم تحت حكم الشيوخفهم بحكم أشياخهم فيهم فإن كانوا شيوخاحقيقة مقدمين من عند الله فهم أنصح الناسلعباد الله و إن لم يكونوا فعليهم و علىأتباعهم الحرج من الله لأن الله قد وضعالميزان المشروع في العالم لتوزن به أفعالالعباد و الأشياخ يسألون و لا يقتدىبأفعالهم إلا إن أمروا بذلك في أفعالمعينة قال تعالى فَسْئَلُوا أَهْلَالذِّكْرِ و هم أهل القرآن أهل الله وخاصته و أهل القرآن هم الذين يعملون به وهو الميزان الذي قلنا و لا ينبغي أن يقتديبفعل أحد دون رسول الله (ص) فإن أحوال الناستختلف فقد يكون عين ما يصلح للواحد يفسد بهالآخر إن عمل به و العلماء الذين يخشونالله أطباء دين الله المزيلون علله وأمراضه العارفون بالأدوية فإذا كان رسولالله (ص) قد اختلف الناس في أفعاله هل هيعلى الوجوب أم لا فكيف بغيره مع قول اللهتعالى لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهأُسْوَةٌ حَسَنَةٌ و قوله فَاتَّبِعُونِييُحْبِبْكُمُ الله و هذا كله ليس بنص منهفي وجوب الاتباع في أفعاله فإنه (ص) قد اختصبأشياء لا يجوز لنا اتباعه فيها و لواقتدينا به فيها كنا عاصين مأثومين‏

وجوب اجتناب كل أمر يؤدى إلى شغل القلببغير الله‏


فينبغي لكل مؤمن و يجب على كل مدع في طريقالله إذا لم يكن من أهل الكشف و الوجود والخطاب الإلهي و ممن لا يكون يطفي نورمعرفته نور ورعه أن يجتنب كل أمر يؤدي إلىشغل القلب بغير الله فإنه فتنة في حقه ويجب عليه إن يغلب عقله على شهوته بل يسعىفي قطع المألوفات و ترك المستحسناتالطبيعية و ما يميل الطبع البشري و يجتنبمواضع التهم و صحبة المبتدعين في الدين مالم يأذن به الله و هم الأحداث و كذلك صباحالوجوه من المردان مجالسة و النساء و أخذالإرفاق فإن القلوب تميل إلى كل من أحسنإليها و الطبع يطلبهم و القوة الإلهية علىدفع الشهوات النفسية ما هي‏

/ 694