فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



واقعة و أنا ببغداد سنة ثمان و ستمائة قدفتحت أبواب السماء و نزلت خزائن المكرالإلهي مثل المطر العام و سمعت ملكا يقولما ذا نزل الليلة من المكر فاستيقظتمرعوبا و نظرت في السلامة من ذلك فلم أجدهاإلا في العلم بالميزان المشروع فمن أرادالله به خيرا و عصمه من غوائل المكر فلايضع ميزان الشرع من يده و شهود حاله و هذهحالة المعصوم و المحفوظ فأما إرداف النعممع المخالفة فهو موجود اليوم كثير فيالمنتمين إلى طريق الله و عاينت منالممكور بهم خلقا كثيرا لا يحصى عددهم إلاالله و هو أمر عام و أما إبقاء الحال مع سوءالأدب فهو في أصحاب الهمم و هم قليلون علىأنا رأينا منهم جماعة بالمغرب و بهذهالبلاد و هو أنهم يسيئون الأدب مع الحقبالخروج عن مراسمه مع بقاء الحال المؤثرةفي العالم عليهم مكرا من الله فيتخيلونأنهم لو لم يكونوا على حق في ذلك لتغيرعليهم الحال نعوذ بالله من مكره الخفي قالتعالى سَنَسْتَدْرِجُهُمْ من حَيْثُ لايَعْلَمُونَ وَ أُمْلِي لَهُمْ إِنَّكَيْدِي مَتِينٌ و قال وَ مَكَرْنامَكْراً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ و قالإِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَ أَكِيدُكَيْداً و هو من كاد من أفعال المقاربة أيكاد إن يكون حقا لظهوره بصفة حق فهو كالسحرالمشتق من السحر الذي له وجه إلى الليل ووجه إلى النهار فيظهر للممكور به وجهالنهار منه فيتخيل أنه الحق نعوذ بالله منالجهل و اعلم أن المكر الإلهي إنما أخفاهالله عن الممكور به خاصة لا عن غير الممكوربه و لهذا قال من حَيْثُ لا يَعْلَمُونَفأعاد الضمير على المضمر فيسَنَسْتَدْرِجُهُمْ و قال وَ مَكَرُوامَكْراً وَ مَكَرْنا مَكْراً وَ هُمْ لايَشْعُرُونَ فمضمرهم هو المضمر في مكروافكان مكر الله بهؤلاء عين مكرهم الذياتصفوا به وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ ثم قديمكر بهم بأمر زائد على مكرهم فإنه أرسلهسبحانه نكرة فقال وَ مَكَرْنا مَكْراًفدخل فيه عين مكرهم و مكر آخر زائد علىمكرهم و قد يكون المكر الإلهي في حق بعضالناس من الممكور بهم يعطي الشقاء و هو فيالعامة و قد يكون يعطي نقصان الحظ و هوالمكر بالخاصة و خاصة الخاصة لسر إلهي و هوأن لا يأمن أحد مكر الله لما ورد في ذلك منالذم الإلهي في قوله فَلا يَأْمَنُ مَكْرَالله إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ و منخسر فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَ ماكانُوا مُهْتَدِينَ فأخفى المكر الإلهي وأشده سترا في المتأولين و لا سيما إن كانوامن أهل الاجتهاد و ممن يعتقد أن كل مجتهدمصيب و كل من لا يدعوا إِلَى الله عَلى‏بَصِيرَةٍ و علم قطعي فما هو صاحب أتباعلأن المجتهد مشرع ما هو متبع إلا علىمذهبنا فإن المجتهد إنما يجتهد في طلبالدليل على الحكم لا في استنباط الحكم منالخبر بتأويل يمكن أن يكون المقصود خلافهفإذا أمكن فليس صاحبه ممن هو على بصيرة وإن صادف الحق بالتأويل فكان صاحب أجرينبحكم الاتفاق لا بحكم القصد فإنه ليس علىبصيرة و إن لم يصادف الحق كان له أجر طلبالحق فنقص حظه فهذا مكر إلهي خفي بهذاالعالم المتأول فإنه من المتأهلين أن يدعوإِلَى الله عَلى‏ بَصِيرَةٍ بتعليم اللهإياه إذا كان من المتقين فمكر العمومالإلهي في إرداف النعم على أثر المخالفاتو زوالها عند الموافقات فلا يؤخذ بها فإنكان من علماء عامة الطريق فيرى إن ذلك منحكم قوة الصورة التي خلق عليها فيدعيالقهر و التأثير في الحكم الإلهي بالوعيدو يرى أن عموم الحكمة أن يعطي الأسماءالإلهية حقها فيرى أن الاسم الغفار والغفور و أخواته ليس له حكم إلا فيالمخالفة فإن لم تقم به مخالفات لم يعط بعضالأسماء الإلهية حقها في هذه الدار و يحتجلنفسه بقول الله يا عِبادِيَ الَّذِينَأَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لاتَقْنَطُوا من رَحْمَةِ الله إِنَّ اللهيَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً و كذلكيفعل و هذا النظر كله لا يخطر له عندالمخالفة و إنما يخطر له ذلك بعد وقوعالمخالفة فلو تقدمها هذا الخاطر لمنع منالمخالفة فإنه شهود و الشهود يمنعه منانتهاك الحرمة الشرعية و لهذا
ورد الخبر إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم حتى إذا أمضىفيهم قضاءه و قدره ردها عليهم ليعتبروا
فمنهم من يعتبر و منهم من لا يعتبر كما قالوَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَإِلَّا لِيَعْبُدُونِ فمنهم من عبده ومنهم من أشرك به فما يلزم نفوذ حكم العلةفي كل معلول فلو أبقى عليهم عقلهم ما وقعمنهم ما وقع كذلك لو كان المشهود له عندإرادة وقوع المخالفة للأسماء الإلهيةلمنعه الحياء من المسمى أن ينتهك حرمةخطابه في دار تكليفه فالمخالف يقاوم القهرالإلهي و من قاوم القهر الإلهي هلك فإذاأردف النعم على من هذه حالته تخيل أن ذلكبقوة نفسه و نفوذ همته و عناية الله به حيثرزقه من القوة ما أثر بها في الشديد العقابو غاب عن الحليم و عن الإمهال‏

/ 694