مدونة الکبری جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
حتى يتباعد تباعدا بينا فلا خير فيه لان من ذلك ما هو أضر بالجدر و منها لا يضر فإذا اختلف هكذا لم يكن فيه خير ألا ترى أن من الحمولة ما لو سمى لنقبه لظهر الدابة لم يرض رب الدابة فيه بدينار واحد و آخر لخفة مؤونته على ظهر الدابة يكون كراؤه أقل من ذلك بما يتفاحش ألا ترى أن الرجل يكرى دابته تركب يوما في الحضر فيكون كرائها تركب يوما في السفر و تكون الارض الوعرة القليلة الكلا و الاخرى سهلة كثيرة الكلا فيكون الكراء في ذلك مختلفا و ان رب الدابة و الحانوت و المسكن باعوا من منافع الدابة و منافع المساكن ما لا يدرون ما باعوا لاختلاف ذلك و ان ذلك خارج من أكرية الناس ألا ترى أنه يكترى ليحمل حنطة فيحمل في مكانها شعيرا مثله أو سمسما فلا يكون مخالفا و لا يضمن إذا عطبت الدابة و كذلك لو اكتراه على أن يحمل له شطويا فحمل عليه بغداديا أو بصريا أو ما أشبهه في نحوه و خفته و ثقله لم يضمن و لو حمل رصاصا أو حجارة بثقل ذلك فعطبت ضمن لاختلاف ما بين ذلك فخذ هذا و ما أشبهه على هذا الاصل ( قلت ) أ رأيت ان تكاريت من رجل إلى مكة بمثل ما يتكارى الناس أ يجوز ذلك في قول مالك أم لا ( قال ) قال مالك لا يجوز ذلك ( قلت ) أ رأيت ان اكتريت ابلا إلى مكة بطعام مضمون و لم أذكر الموضع الذي أنقده فيه الطعام و لم أضرب لذلك أجلا و ليس للناس في الكراء عندهم سنة يحملون عليها ( قال ) الكراء فاسدا إذا كان بحال ما وصفت لك و كذلك لو أكراه بغلام مضمون أو بثوب مضمون و ليس لهم سنة يحملون عليها فالكراء فاسد الا أن يتراضيا فيما بينهما من ذي قبل على أمر حلال فينفذ فيما بينهما ( قلت ) أ رأيت ان اكترى قوم مشاة ابلا إلى مكة ليحملوا عليها أزوادهم و شرطوا أن من مرض منهم حمله على الابل ( قال ) هذا الكراء فاسد ( قلت ) أ تحفظه عن مالك ( قال ) لا و لكنه رأيي ( قلت ) أ رأيت إن تكاريت دابة من رجل على أن تبلغني موضع كذا و كذا إلى يوم كذا و كذا و الا فلا كراء له ( قال ) لا خير في هذا عند مالك لانه شرط شرطا لا يدرى ما يكون له فيه من الكراء لان هذا غرر