شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اقول:

الافتحام:

الدخول فى الامر بشده دفعه. و السدد:

جمع سده و هى الابواب و الحجب. و جاب البلاد:

اى قطعها. و صدر هذه الفصل تاديب الخلق فى وصفهم الله سبحانه و تعليمهم كيفيه السلوك فى مدحه و الثناء عليه بما هو اهله و ان كان الخطاب للسائل اذ هو السبب فى هذه الخطبه، و ذلك على طريقه قولهم:

اياك اعنى و اسمعى ياجاره. فارشده فى ذلك الى كتاب الله، و امره ان يجعله اماما يقتدى به و يستضى ء بانواره فى سلوك سبيل الله و كيفيه وصفه فان اولى ما وصف به تعالى هو ما وصف به نفسه، و امره بان يكل علم ما لم يجده مفروضا عليه علمه فى كتاب الله او فى سنه رسوله و آثار ائمه الهدى القائمين مقامه فى ايضاح الدين و حفظه الى علم الله تعالى و هو المراد بالتفويض و ذلك ان ائمه الهدى اعلم بوجوده نسبته تعالى الى خلقه و بما يناسب تلك الاعتبارات من الالفاظ و يفيدها فيطلق عليه. و نفر عن طلب ذلك و البحث عنه باشارته الى انه تكليف الشيطان و ظاهر ان طلب ماوراء حدود الشريعه التى نهيب عن تجاوزها انما هو بسبب وسوسه الشيطان و حرص الطبع على ما يمنع منه. ثم اعلم ان ذلك هو منتهى حق الله عليه و مطلوبه منه، و لما كان مطلوب الشارع حين وضع الشريعه و
تقرير قواعدها هو جمع قلوب العالم على قانون واحد و اتحادهم فيه بحيث لا يفترقوا فى اعتقاد امر ما لئلا يكون ذلك الافتراق سببا لضعف الدين و عدم تعاونهم على تشييده كما سبق بيانه لاجرم وجب فى الحكمه ان يحرم حينئذ عليهم الخوض فيما و راء ذلك لتثبت قواعد الدين فى قلوبهم و ترسخ و لا يخرج بهم البحث عن ماورائها الى اطراحها و فساد اعتقاد كثر من الخلق لها و لغيرها مما وراها. اذ لم يكن فيهم من يستعد لقبول ماوراء تلك الظواهر الا الفرد النادر و ان كنا نعلم انه كان صلى الله عليه و آله و سلم اذا علم من احد استعدادا لقبول شى ء من اسرار الشريعه و وثق به ان يحمله القاه اليه كعلى عليه السلام دون ابى هريره و امثاله، ثم وصف بعد ذلك الراسخين فى العلم الممدوحين فى القرآن الكريم بقوله تعالى (لكن الراسخون فى العلم منهم و المومنون يومنون بما انزل اليك) الايه و قوله (و الراسخون فى العلم يقولون آمنا و فسر معنى الرسوخ فقال:

هم الذين اغناهم الله عن اقتحام السدد المضروبه دون الغيوب الاقرار بجمله ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب. فمدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما، و سمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخا، و مم
ا:

اشاره الى السدد المضروبه و حجب الغيوب. فلنشر الى ما كشف عنه بعض العلماء الصوفيه هيهنا و اشار اليه الخبر عن سيد المرسلين صلى الله عليه و آله و سلم:

ان الله تعالى سبعين حجابا من نور و ظلمه لو كشفها لاحرقت سبحات وجهه كل من ادرك بصره. و لما ثبت ان الله متجلى لذاته بذاته فالحجاب لابد و ان يكون بالنسبه الى محجوب فاقسام المحجوبين ثلاثه:

منهم من حجب بمجرد ظلمه، و منهم من حجب بمجرد نور، و منهم من حجب بنور مقرون بظلمه، و تحت كل قسم من هولاء اقسام كثيره لا تحصى فيكفينا الاشاره الى اصولها فنقول:

القسم الاول:

المحجوبون بمجرد الظلمه و هولا هم الملحده الذين لا يومنون بالله و هم صنفان:

فصنف منهم طلبوا للعالم سببا فاحالوه على الطبع و قد علمت ان الطبع صفه جسمانيه مظلمه خاليه عن المعرفه و الادراك، و صنف منهم لم يتفرغوا لذلك و لم يتنبهوا لطلب السبب بل اشتغلوا بانفسهم و عاشوا عيش البهايم فكانوا محجوبين بكدورات نفوسهم و شهواتهم المظلمه و لا ظلمه اشد من الهوى و لذلك قال الله تعالى (افرايت من اتخذ الهه فهواه) و قال النبى صلى الله عليه و آله و سلم:

الهوى ابغض اله عبد على وجه الارض. و تحت هولاء فرق كثيره لا حاجه الى ذكرها. القسم
الثانى:

المحجوبون بنور مقرون بظلمه و هم ثلاثه اصناف:

فصنف منهم منشا ظلمته الحس، و صنف منهم منشاها الخيال، و صنف منهم منشاها مقايسات عقليه فاسده. فالاولون ايضا طوائف:

الاولى:

عبده الاوثان فانهم علموا على سبيل الجمله ان لهم ربا و اوجبوا ايثاره على انفسهم و اعتقدوا انه اعز و انفس من كل شى ء، و لكنهم حجبوا بظلمه الحس عن ان يتجاوزوا العالم المحسوس فى اثبات ربهم فاتخذوه من انفس الجواهر كالفضه و الذهب و الياقوت اشخاصا مصوره باحسن صوره و جعلوها آلهه فهولاء محجوبون بنور العز و الجلال من صفات الله لكنهم وضعوها فى الاجسام المحسوسه فصارت حجبهم انوارا مكدره بظلمه الحس اذ الحس ظلمه بالاضافه الى عالم المعقولات. الثانيه:

طائفه عن رتبه الاحجار فكانوا ادخل من عبده الاوثان فى ملاحظه الانوار كما يحكى عن قوم من اقاصى الترك ليس لهم مله و لكن يعتقدون ان لهم ربا هو اجمل الاشياء فاذا راو انسانا فى غايه الجمال او فرسا او شجرا عبدوه، و قالوا:

هو ربنا فهولاء محجوبون بنور الجمال مع ظلمه الحس ايضا. الرابعه:

طائفه ترقوا عن هولاء و قالوا:

ينبغى ان يكون الرب نورانيا فى صورته ذا سلطان فى نفسه مهيبا لا يطاق القرب منه، و لم يترقوا عن درجه ال
محسوس فعبدوا النار اذ وجدوها بهذه الصفات فهولاء محجوبون بنور السلطنه و البهاء و كل ذلك من انوار الله مع ظلمات حسهم. الخامسه:

طائفه ترقوا عن ذلك فراوا ان النار تطفى و تقهر فلا تصلح للالهيه فقالوا:

بل ما يكون بهذه الصفات و لكن نكون نحن تحت تصرفه و يكون مع ذلك موصوفا بالعلو. و كان المشهور بينهم علم النجوم و اضافه التاثيرات اليها فعبدوا النجوم فمنهم عبده المشترى و منهم عبده الشعرى و غيرهم فهولاء محجوبون مع ظلمه الحس بنور الاستعلاء و الاشراف و هى من انوار الله تعالى. السادسه:

طائف ترقوا عن هولاء فقالوا:

و ان وجب ان يكون الرب بالصفات المذكوره الا انه ينبغى ان يكون اكبر الكواكب فعبدوا الشمس فهولاء محجوبون مع ظلمه الحس بنور الكبرياء و العظمه مع بقيه الانوار. السابعه:

طائفه ترقوا عن ذلك فقالوا:

ان الشمس لا تتفرد بالنور بل لغيرها انوار و الاله لا يجوز ان يكون له شريك فى نورانيته فعبدوا النور المطلق على كل نور، و زعموا انه اله العالم و الخيرات كلها منسوبه اليه ثم راوا فى العالم شرورا فلم يستحسنوا اضافتها الى ربهم تنزيها له فجعلوا بينه و بين الظلمه منازعه و احالوا العالم الى النور و الظلمه و هولاء الثنويه. الصنف الث
انى:

المحجوبون ببعض الانوار مقرونه بظلمه الخيال و هم الذين جاوزوا الحس و اثبتو وراء المحسوس امرا لكنهم لم يهتدوا الى مجاوزه الخيال فعبدوا موجودا قاعدا على العرش و اخسهم رتبه المجسمه ثم اصناف الكراميه و ارفعهم درجه من نفى الجسميه و جميع عوارضها الا الجهه فخصصوه بجهه فوق، و هولاء لم يثبتوا موجودا غير محسوس و لا متخيل حتى ينزهوه عن الجهه. الصنف الثالث:

المحجوبون بانوار الالهيه مقرونه بمقايسات عقليه فاسده مظلمه فعبدوا الها سميعا بصيرا متكلما عالما قادرا منزها عن الجهات لكن فهموا هذه الصفات على حسب مناسبه صفاتهم، و ربما صرح بعضهم فقال:

كلامه صوت مثل كلامنا. و ربما ترقى بعضهم فقال:

لا بل هو كحديث انفسنا و لا صوت و لا حرف. و لذلك اذا حقق القول عليهم رجعوا الى التشبيه فى المعنى و ان انكروه لفظا اذ لم يدركوا كيفيه اطلاق هذه الالفاظ فى حق الله. فهولاء محجوبون بجمل من الانوار مع ظلمات المقايسات العقليه. القسم الثالث:

المحجوبون بمحض الانوار، و هم اصناف لا تحصى ايضا لكن نذكر منهم ثلاثه اصناف:

الاول:

الذين عرفوا معنى هذه الصفات و فرقوا بين اطلاق اسمائها على الله تعالى و بين اطلاقها على البشر فتحاشوا من تعريفه بهذه الصف
ات و عرفوه بالاضافه الى المخلوقات فقالوا:

ربنا رب السماوات و الارض لن ندعو من دونه الها و هو الرب المنزه عن هذا المفهوم الظاهر و هو محرك السماوات و مدبرها. الصنف الثانى:

الذين عرفوا ان فى السماوات ملائكه كثيره و ان محرك كل سماء منها موجود آخر يسمى ملكا، و ان هذه السماوات فى ضمن فلك يتحرك الجميع بحركته فى اليوم و الليله مره واحده و الرب تعالى هو المحرك للفلك الاقصى منها المشتمل عليها. الصنف الثالث:

الذين ترقوا عن هولاء و قالوا:

ان تحريك الاجسام الفلكيه من الملائكه يكون خدمه لرب العالمين و عباده له، و يكون الرب تعالى هو المحرك للكل بطريق الامر. فهولاء محجوبون بانوار محضه وقفت بهم عما وراءها. و وراء هولاء صنف رابع تجلى لهم ان هذا المطاع موصوف بصفه الوحده المطلقه و الكمال البالغ و كشفت عنهم حجب المقايسات و الاعتبارات الى الغير و هم الواصلون. فمنهم من احرق ذلك التجلى فى تلك الانوار جميع ما ادركه بصره بالكليه و بقى ملاحظا لرتبه الحق فيها فانمحقت فيه المبصرات دون المبصر، و منهم من تجاوز هولاء و هم خواص الخواص فاحرقتهم سبحات وجهه و غشيهم سلطان الجلال فانمحقوا و تلاشوا فى انفسهم فلم يبق لهم اليها التفات و ملاحظه لفن
ائهم عن انفسهم و لم يبق الا الواحد الحق و هولاءهم الواصلون كما سبقت الاشاره اليه، و ينتهى الكل الى حجاب الامكان الذى يهلك فيه كل موجود و لا يبقى الا وجه الله ذى الجلال و الاكرام. اذا عرفت ذلك فنقول:

/ 542