شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اما على العوام فبحكم ال
شرع خمسه دراهم، و اما علينا فيجب بذل الجميع، و منهم من قعد عن هذه المرتبه و امسكوا اموالهم و راقبوا مواقيت الحاجه و مواسم الخيرات و جعلوا قصدهم فى الادخار الانفاق على قصد الحاجه دون التنعم، و صرف الفاضل عن الحاجه الى وجوه البر، و هولاء لايقتصرون على واجب الزكاه كالنخعى و الشعبى و مجاهد، و قيل للشعبى:

هل فى المال حق سوى الزكاه؟ فقال:

نعم اما سمعت قوله تعالى و آتى المال على حبه ذوى القربى الايه و استدلوا بقوله تعالى و مما رزقناهم ينفقون و لم يجعلوا ذلك مخصوصا بايه الزكاه بل هو داخل فى حق المسلم على المسلم، و معناه انه يجب على الموسرمهما وجد محتاجا ان يزيل حاجته بما يفضل عن مال الزكاه، و منهم من اقتصر على اداء الواجب من الزكاه من غير زياده و لانقصان و هى ادون الرتب و قد اقتصر مع العوام على ذلك لجهلهم بسر البذل و بخلهم المال و ضعف حبهم للاخره، و يلزم لهذا السر تطهير ذوى الاموال عن رذيله البخل فانها من المهلكات قال عليه السلام:

ثلاث مهلكات:

شح مطاع، و هوى متبع، و اعجاب المرء بنفسه، و وجه كونه مهلكا انه انما يصدر عن محبه المال و قد علمت ان الدنيا و الاخره ضرتان بقدر ما يقرب من احديهما يبعد من الاخرى فكانت محبه الم
ال صارفه عن التوجه الى الله و مبعده منه، و ذلك يستلزم الهلاك الاخروى كما بيناه، و انما تزول هذه الرذيله بتعود البذل. اذ حب الشى ء لاينقطع الا بقهر النفس على مفارقته بالتدريج حتى يصير ذلك عاده فالزكاه بهذا المعنى طهور:

اى تطهر صاحبها عن خبث البخل المهلك و انما طهارته بقدر بذله و فرحه و استبشاره بصرفه فى جنب الله طاعه و محبه له و ملاحظه لحذف كل محبوب عداه عن سمت القبله. السر الثانى:

شكر النعمه فان لله على العبد نعمه فى نفسه و شكرها العبادات البدنيه، و نعمه فى ماله و شكرها العبادات الماليه، و ليس احدا خس و ابعد عن رحمه الله ممن ينظر الى فقير قد ضيق عليه الرزق ثم اضطر اليه فلم يسمح نفسه بان يودى شكر الله تعالى على ما اغناه عن السوال و احوج غيره اليه بعشر ماله او بربع عشره. السر الثالث:

يتعلق باصلاح المدن و تدبير احوال اهلها و هو ان جعل الله هذا الفرض فى اموال الاغنياء شركه للفقراء لان يسد به خلتهم، و اليه اشار عليه السلام بكونه فريضه واجبه، و فى هذا السر سران:

احدهما:

ان يكون ذلك عونا لهولاء على عباده الله كى لايشتغلوا بالطلب عنها. الثانى:

ان تنكسر همهم عن حسد اهل الاموال و السعى بالفساد فى الارض فلاينتظم امر ا
لمدنيه، و تكون قلوبهم ساكنه الى ذلك القدر معلقه به مستمده من الله تعالى بادعاء فى حفظه متالفه مع اهل الاموال منجذبه اليهم فيتم لذلك امر المشاركه و المعاونه و الانس و المحبه الموجبات للالفه الموجبه لنظام العالم و قوام امر الدين و بقاء نوع الانسان لما لاجله وجد. السادس:

صوم شهر رمضان. و تخصيصه بكونه جنه من العقاب مع ان سائر العبادات كذلك لما انه اشدها وقايه، و بيان ذلك انه مستلزم لقهر اعداء الله التى هى الشياطين المطيفه بالانسان فان وسيله الشيطان هى الشهوات و انما يقوى الشهوه و يثيرها الاكل و الشرب، و لذلك قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:

ان الشيطان ليجرى من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاربه بالجوع، و قال صلى الله عليه و آله و سلم لعايشه:

داومى قرع باب الجنه فقالت:

بماذا؟ قال:

بالجوع. فكان الصوم على الخصوص اشد قمعا للشيطان و اسد لمسالكه و تضييق مجاريه، و لما كان العقاب انما يلحق الانسان و يتفاوت فى حقه باشده و الضعف بحسب تفاوت قربه من الشيطان و بعده منه و كانت هذه العباده ابعد بعيد عن الشيطان كان بسببها ابعد بعيد عن العقاب فلذلك خصت بكونها وقايه منه. و اعلم ان هذه العبادات و ان كانت عدميه الا انها ليست عد
ما صرفا بل عدم ملكه يحرك من الطبيعه تحريكا شديدا ينبه صاحبه انه على جمله من الامر ليس هذرا فيتذكر سبب ما ينويه من ذلك و انه التقرب الى الله سبحانه كما هو غايه للسر العام للعبادات. السابع:

حج البيت و اعتماره، و قد سبقت منا الاشاره الى اسراره فى الخطبه الاولى. و الذى ذكره هيهنا كونهما يقيان الفقر و يغسلان الذنب فجمع فيه بين منفعه الدنيا و منفعه الاخره:

اما منفعه الدنيا فكونهما ينفيان الفقر و ذلك بسبب التجاره الحاصله فى موسم الحج و قيام الاسواق بمكه حينئذ، و اما منفعه الاخره لكونهما يغسلان الذنب عن لوح النفس كما عملته فى اسرار العبادات و هى هذه المنافع المشار اليها فى القرآن الكريم بقوله ليشهدوا منافع لهم قال اكثر المفسرين:

هى منافع الدنيا من التجاره و هو المنقول عن سعيد بن جبير و ابن عباس فى روايه ابى رزين عنه، و منهم من جعلها عامه فى منافع الدنيا و الاخره كالتجاره و الثواب، و هو المنقول عن مجاهد و ابن عباس فى روايه عطاء عنه. الثامن:

صله الرحم، و ذكر من فوائدها امرين:

احدهما:

كونها مثراه فى المال، و ذلك من وجهين:

احدهما:

ان العنايه الالهيه قسمت لكل حى قسطا من الرزق يناله مده الحياه الدنيا و تقوم به صوره بدنه
فاذا اعدت شخصا من الناس للقيام بامر جماعه و كلفته بامدادهم و معونتهم وجب فى العنايه افاضته ارزاقهم على يده و ما يقوم بامدادهم بحسب استعداده لذلك سواء كانوا ذوى ارحام او مرحومين فى نظره حتى لونوى قطع احد منهم فربما نقص ماله بحسب رزق ذلك المقطوع، و ذلك معنى كونه مثراه للمال. الثانى:

ان صله الرحم من الاخلاق الحميده التى يستمال بها طباع الخلق فواصل رحمه مرحوم فى نظر الكل فيكون ذلك سببا لامداده و معونته من ذوى الامداد و المعونات كالملوك و نحوهم فكانت صله الرحم مظنه لزياده المال. و الثانى:

كونه منساه للاجل و هو من وجهين:

احدهما:

ان صله الرحم توجب تعاطف ذوى الارحام و توازرهم و معاضدتهم لواصلهم فيكون عن اذى الاعداد ابعد و فى ذلك مظنه تاخيره و طول عمره. الثانى:

ان مواصله ذوى الارحام توجب تعلق هممهم ببقاء و اصلهم و امداده بالدعاء و يكون دعائهم له و تعلق هممهم ببقائه من شرائط بقائه و انساء اجله فكانت مواصلتهم منساه فى اجله. التاسع:

صدقه السر. و ذكر من فوائدها كونها تكفر الخطيئه، و انما خصها بذلك مع ان سائر العبادات كذلك لكونها ابعد عن الرياء و مخالطه ما لايراد به الا وجه الله تعالى فكان الاخلاص فيها لله اتم فكانت اولى ب
التقريب من الله و بمحو الخطيئه. العاشر:

صدقه العلانيه، و ذكر من فوائدها انها تدفع ميته السوء، و بيان ذلك ان صدقه العلانيه تستلزم الشهره بفعل الخيرات و توجب الذكر الجميل للمتصدق، و لما كانت ميتات السوء كالحرق و الغرق و الصلب و القتل و نحو ذلك من الاحوال الشنيعه التى تكثر نفره الناس عن الموت عليها. و كان قليلا ما يقع شى ء منها بقصد من الناس لمن احبوه و اشتهر بالرحمه و استجلاب قلوب الفقراء بالصدقه و الايثار. فلاجرم كانت تلك الصدقه مظنه الدفع لميتات السوء. الحادى عشر:

صنايع المعروف، و ذكر من فوائدها انها تقى مصارع الهوان، و تقريره قريب مما قبله. اذ كان اصطناع المعروف مستلزما لتالف قلوب الخلق و جامعا لهم على محبه المصطنع فقلما يقع من ذلك نسيبهم فى مصرع هوان.

و الافاضه فى الذكر:

الاندفاع فيه. و الهدى:

ضد الاضلال، و هو مصدر. ثم لما فرغ من تعداد كمالات الايمان امر بما يوكده فى القلوب و يثبته و هى امور:

احدها:

الاندفاع فى ذكر الله. و هو من موكدات الايمان به، و رغب فيه بكونه احسن الذكر، و ذلك لما يستلزمه من الحصول على الكمالات المسعده فى الاخره و الوصول الى الله كما سنبين فائدته و فضيلته فى موضع التوبه. الثانى:

الرغبه فيما وعد المتقين من ثواب الاخره و انواعه. و هو ايضا من موكدات طاعته و العمل له، و لما كان الخلف فى خبره تعالى محالا كان وعده اصدق الوعود. الثالث:

الاقتداء بهدى النبى صلى الله عليه و آله و سلم. الرابع:

اتباع سنته. و لما كان افضل الانبياء كانت سنته اشرف السنن و الاقتداء به و اتباع سنته اهدى الطرف الى الله. الخامس:

تعلم القرآن. و ظاهر كونه من موكدات الايمان بالله و رسوله، و استعار له لفظ الربيع، و وجه المشابهه كون القرآن جامعا لانواع العلوم الشريفه و الاسرار العجيبه اللطيفه التى هى متنزه القلوب كما ان زمن الربيع محل الازهار الرايقه التى هى مستمتع النظر و مطرح السرور. السادس:

الاستشفاء بنوره، و ظاهر كونه شافيا للقلوب من ظلمه الجهل. السابع:

حسن تلاوته. و ذلك لان حسن تلاوته مظنه تفهم معانيه و تدبرها، و بحسن تلاوته تظهر فايدته و تحصل منفعه قصصه، و انما يكون انفع القصص اذا تلى حق تلاوته كما سبق بيانه. ثم اكد الاوامر المذكوره بالاعمال التى عددها مما ينبغى ان يعمل على وفق العلم بالتنبيه على نقصان العالم الذى لايعمل بعلمه فسوى اولا بينه و بين الجاهل العادل عن سواء سبيل الله، و وجه التسويه اشتراكهما فى ثمره الجهل و هو الجور عن قصد السبيل و فى عدم الانتفاع بفائده العلم و ثمرته و هى الاعمال الصالحه. ثم جعل حال العالم اخس لثلاثه اوجه:

احدها:

ان الحجه عليه اعظم لان للجاهلين ان يقولوا:

انا كنا عن هذا غافلين. و ليس للعالم ذلك، و روى عن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم انه قال:

العلم علمان:

علم على اللسان فذلك حجه الله على بن آدم، و علم فى القلب فذلك العلم النافع. اى الذى يستلزم الطاعه بالعمل. الثانى:

ان الحسره له الزم. و ذلك ان النفوس الجاهله غير عالمه بمقدار ما يفوتها من الكمال بالتحصيل فاذا فارقت ابدانها فهى و ان كانت محجوبه عن ثمار الجنه و ما اعد الله فيها لاوليائه العلماء الا انها لما لم تجد لذتها و لم تطعم حلاوه المعارف الالهيه لم تكن لها كثير حسره علي
ها و لا اسف على التقصير فى تحصيلها بخلاف العارف بها العالم بنسبتها الى اللذات الدنيويه فانه بعد المفارقه اذا علم و انكشف له ان الصارف له و المانع عن الوصول الى حضره جلال الله هو تقصيره فى العمل بما علم مع علمه بمقدار ما فاته من الكمالات و الدرجات كان اسفه و حسرته على ذلك اشد الحسرات. و جرى ذلك مجرى من علم قيمه جوهره ثمينه يساوى جمله من المال ثم اشتغل عن تحصيلها ببعض لعبه حتى فاتته فانه يعظم حسرته عليها و ندمه على التفريط فيها بخلاف الجاهل بقيمتها. الثالث:

انه يكون عند الله الوم، و اشديه اللائمه بعد المفارقه مجاز فى انقطاع لسان حاله عن العذر فى معصيته عن علم و انما يكون الوم لان اقدام العالم على المعصيه التى علم قبحها انما يكون عن نفس فى غايه الانقياد للنفس الاماره بالسوء و الطاعه لابليس و جنوده طاعه تفضل على طاعه الجاهل و انقياده لقيام الصارف فى حق العالم و هو علمه بقبحها و ترجح الداعى اليها عليه و عدم الصارف فى حق الجاهل. و لا شك ان اشديه اللائمه تابعه لاشديه الانقياد لابليس خصوصا مع العلم بما يستلزم متابعته من الهلاك. و ظاهر اذن كونه الوم عند الله. و بالله التوفيق و العصمه.

/ 542