شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فجعل. الى قوله:

وعدا. توبيخ و تشنيع على من لزمه ذلك الاحتجاج و انه من القبيح المشهور المذكور ان يجعل الانسان خوفه من عبد مثله نقدا حاضرا و خوفه من خالقه وعدا غير حاضر. و قوله:

و كذلك من عظم
ت الدنيا. الى آخره. اشاره الى عله ايثار الناس للحياه الدنيا على ما عند الله مما وعد به و انقطاعهم اليها و صيرورتهم عبيدا لها، و ذكر جزء العله القريبه و هى عظمه الدنيا فى اعينهم، و تمام هذه العله حقاره ما تصوروه من الوعد الاخروى بالنسبه الى الدنيا، و عله هذه العله ميلهم للذات العاجله كما هى، و غيبوبه اللذات الموعوده و تصورها الضعيف بحسب الوصف، الذى غايته ان يوجب فى اذهانهم مشابهه ما وعدوا به لما حضر لهم الان. فلذلك كانت العاجله اعظم فى نفوسهم و اكبر وقعا فى قلوبهم، و لذلك آثروها و انقطعوا اليها فاستعبدتهم.

و غايه هذا التوبيخ التنفير عن الدنيا و الجذب عنها الى الرغبه فيما وعد الله، و لذلك عقب بالتنبيه على ترك الدنيا من الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و ساير الانبياء و المرسلين الذين هم القدوه للخلق و اعراضهم عنها، و على كونهم محل الاسوه الكافيه لهم فى ذلك و هو كقوله تعالى لقد كان لكم فى رسول الله اسوه حسنه الايه، و الدليل التام على ذمها و عيبها و كثره مساويها و مخازيها. و اشار بقوله:

اذ قبضت عنه اطرافها. الى مقدمه من مقدمات الدليل على حقارتها و خبثها و ذلك الى قوله:

و خادمه يداه. و قبض اطرافها عنه كنايه عن منعها عنه بالكليه لعدم استعداده لها و قبوله اياها، و توطيه جوانبها لغيره كنايه عن اعطائه اياها و تذليلها له كالملوك. و استعار لفظ الفطم لمنعه منها، و كذلك لفظ الرضاع لها ملاحظه لمشابهتها للام و له بالابن، و وجه المشابهه ظاهر. و الذى ذكره عليه السلام:

و الله ما ساله الا خبزا. هو تفسير الايه كما نقله المفسرون ايضا، و صفاق بطنه:

هو الجلد الباطن. و شفيفه:

ما رق منه فلم يحجب البصر عن ادراك ما رآه. و تشذب لحمه:

تفرقه. و استعار لفظ المزامير لاصوات داود عليه السلام و لفظ الادام للجوع، و السراج للقمر، و
الظلال لمشارق الارض و مغاربها، و الفاكهه و الريحان لما تنبت الارض، و الدابه للرجلين، و الخادم لليدين. و وجه الاولى مشاركه صوته عليه السلام للمزمار و هى الاله التى يزمر بها فى الحس روى ان الوحش و الطير كانت تقع عليه حال القراءه فى محرابه لاستغراقها فى لذه صوته و نغمته، و وجه الثانيه قيام بدنه عليه السلام بالجوع كقيامه بالادام، و وجه الثالثه مشاركه القمر للسراج فى الضوء، و وجه الرابعه استتاره عن البرد بالمشارق و المغارب كاستتاره بالظلال، و وجه الخامسه التذاذ ذوقه و شمه بما تنبت الارض كما يلتذ غيره بالفاكهه و الريحان، و وجه السادسه و السابعه قيام انتفاعه برجليه و يديه كقيامه بالدابه و الخادم. و بالجمله فحال الانبياء المذكورين- سلام الله عليهم اجمعين- فى التقشف و ترك الدنيا و الاعراض عنها ظاهر معلوم بالتواتر، و اما كون داود قارى اهل الجنه- كما ورد فى الخبر- فلان كل امر حسن ينسب الى الجنه فى العرف او لانه مع حسنه جاذب الى الجنه وداع الى الله تعالى.

و المقتص للاثر:

اى المتبع له. و القضم:

الاكل بادنى الفم. و الهضيم:

الخميص لقله الاكل. و المحاده:

المعاداه. و الرياش:

الزينه. و لما وصف حالهم عاد الى الامر بالتاسى بالرسول صلى الله عليه و آله و سلم لانهم المامورون بوجوب الاقتداء به مطلقا و فيه الاسوه الكافيه لمن تاسى به و لانه اقرب عهدا ممن سبق، و حث على التاسى به بكون المتاسى به المقتص لاثره احب العباد الى الله، و ذلك من قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ثم عاد الى اقتصاص من حاله صلى الله عليه و آله و سلم فى ترك الدنيا و الاقتصار منها على قدر الضروره ليتبين ما يكون فيه التاسى به، و كنى عن ذلك بقضمها. ثم كنى عن عدم التفاته لها بعدم اعادتها طرفه، و عن كونه اقل الناس شبعا فيها و التفاتا الى ماكلها و مشربها بكونه اخمصهم خاصره و بطنا. روى عنه صلى الله عليه و آله و سلم:

انه كان اذا اشتد جوعه يربط حجرا على بطنه و يسميه المشبع مع ملكه قطعه واسعه من الدنيا، و روى:

انه ما شبع آل محمد من لحم قط، و ان فاطمه و بعلها و بنيها كانوا يصومون على اقراص من الشعير كانوا يعدونها لافطارهم و ربما آثروا بها السائلين و طووا. روى انهم فعلوا ذلك ثلاث
ليال طووا فى ايامها حتى كان ذلك سبب نزول سوره هل اتى فى حقهم كما هو المشهور فى التفاسير، و اما قوله:

و عرضت عليه فابى ان يقبلها فكما روى (ورد خ) عنه صلى الله عليه و آله و سلم انه قال:

عرضت على كنوز الارض و رفعت الى مفاتيح خزائنها فكرهتها و اخترت الدار الاخره. و قوله:

و علم ان الله ابغض شيئا. الى قوله:

فصغر. فبغض الله لها عدم ارادتها لاوليائه دارا، او اشاره الى انها مقصود وجودها بالعرض و تحقيرها و تصغيرها بالقياس الى ما اعد لهم فى الاخره. ثم نفر عن محبتها بعد ان اشار الى بغض الله لها و تصغيره اياها بجمله اعتراضيه يتلخص منها قياس هكذا:

اقل معايبنا محبتنا لما ابغض الله و تعظيمنا لما صغر و كل محبه و تعظيم كذلك فكفى به شقاقا له و محاده عن امره. فينتج ان اقل ما فينا من المعايب يكفينا فى مشاقه الله و محادثه. ثم اردف ذلك بتمام اوصافه فى ترك الدنيا و التكلف لها. فقوله:

و لقد كان صلى الله عليه و آله و سلم ياكل على الارض و يجلس جلسه العبد. كما روى عنه صلى الله عليه و آله و سلم انه قال:

انما انا عبد آكل اكل العبيد، و اجلس جلسه العبيد. و غايه ذلك هو التواضع، و كذلك غايه خصف نعله بيده و ترقيع ثوبه بيده و ركوبه للحمار العار
ى و اردافه خلفه، و اما امره بتغييب التصاوير فمحافظه من حركه الوسواس الخناس، و كما ان الانبياء عليهم السلام كانوا كاسرين للنفس الاماره بالسوء و قاهرين لشياطينهم كانوا ايضا محتاجين الى مراعاتهم و مراقبتهم و تفقد احوال نفوسهم فى كل لحظه و طرفه فانها كاللصوص المخادعين للنفوس المطمئنه، مهما تركت و غفل عن قبرها و التحفظ منها عادت الى طباعها. و قوله:

فاعرض عن الدنيا بقلبه. الى قوله:

و ان يذكر عنده. اشاره الى الزهد الحقيقى و هو حذف الموانع الداخله النفسيه عن النفس. و ما قبله من الاوصاف اشاره الى زهده الظاهرى و هو حذف الموانع الخارجيه عنه.

و المدرعه. الدراعه. و اغرب:

اى تباعد. ثم عاد الى التذكير بالمقدمه السابقه للدليل على حقاره الدنيا و خبثها فاعاد ذكر جوعه هو و خاصه من اهل بيته مع عظيم زلفته و رفعه منزلته عند الله و ازوائها عنه، و لما ذكر تلك المقدمه شرع فى الاستدلال بقوله:

فلينظر ناظر. الى قوله:

اقرب الناس اليه و هو بقياس شرطى متصل مقدمه حمليه و تاليه قضيه شرطيه منفصله و تلخيصه:

اذا كان محمد صلى الله عليه و آله و سلم جاع فى الدنيا مع خاصته و زوى الله عنه زخارفها مع عظيم زلفته عنده فلايخلو فعله بذلك اما ان يكون اكراما له او اهانه و القسم الثانى ظاهر البطلان اذ ثبت انه صلى الله عليه و آله و سلم اخص خواص الله، و اذا كان احقر ملك فى الدنيا لايقصد باحد من خاصته اذا كان مطيعا له الاهانه فكيف يصدر ذلك من جبار الجبابره و مالك الدنيا و الاخره حكيم الحكماء و رحيم الرحماء فى حق احق خواصه و اشدهم طاعه له، و لاجل وضوح ذلك اقتصر على تكذيب من قال به و اكده بالقسم البار، و اما القسم الاول و هو انه اكرمه بذلك فمن المعلوم ان الشى ء اذا كان عدمه اكراما و كمالا كان وجوده نقصا و اهانه فكان وجود الدنيا فى حق غيره صلى الله عليه و آله و سلم و ازوائه
ا عنه مع قرب منزلته اهانه لذلك الغير و ذلك يستلزم حقارتها و يبعث العاقل على النفار عنها. ثم عاد الى الامر بالتاسى به صلى الله عليه و آله و سلم فى ترك الدنيا تاكيدا لما سبق بعد بيان وجوه التاسى و هو امر فى صوره الخبر مع زياده تنبيه على ان الميل اليها يحل الهلكه فمن لم يتاس بالنبى صلى الله عليه و آله و سلم فى احواله فى الدنيا و خالفه فى الميل الى شى ء منها لم يامن الهلكه. اذ قد عرفت ان حب الدنيا راس كل خطيئه و هى الجاذبه عن درجات دار النعيم الى دركات دار الجحيم. و قوله:

فان الله جعل محمدا الى قوله:

داعى ربه. صوره احتجاج على قوله:

و الا فلا يامن الهلكه. و تقريره ان الله تعالى جعله علما للساعه و اماره على قربها و مبشرا بالجنه و منذرا بالعقوبه و اطلعه على احوال الاخره ثم خرج من الدنيا بهذه الاحوال المعدوده المستلزمه للنفار عنها و البغض لها و الحذر منها فلو لم يكن الركون اليها و ارتكاب اضداد هذه الاحوال منها مظنه الهلكه لما نفر النبى صلى الله عليه و آله و سلم عنها و يركن اليها لكنه نفر عنها فكانت مظنه الهلكه فوجب التاسى به فى نفاره عنها و الا لم يامن غير المتاسى به الهلكه فيها. و روى علما للساعه بكسر العين و هو
مجاز اطلاقها للاسم المسبب على السبب. اذ هو صلى الله عليه و آله و سلم سبب للعلم بالساعه، و كنى بوضع الحجر على الحجر عن البناء. ثم عقب بتعظيم منه الله تعالى على الناس حين انعم عليهم به سلفا يتبعونه و قائدا يقتفون اثره، و اردف ذلك بذكر بعض احواله التى تاسى به عليه السلام من ترك الدنيا و الاعراض عن الاستمتاع بها الى غايه ترقيع مدرعته حتى استحيا من راقعها و قول من قال له:

الا تنبذها و تلقيها و جوابه الحسن. و قوله:

فعند الصباح يحمد القوم السرى. مثل يضرب لمحتمل المشقه ليصل الى الراحه فاصله ان القوم يسيرون فى الليل فيحمدون عاقبه ذلك بقرب المنزل اذا اصبحوا. و مطابقه الصباح لمفارقه النفس البدن او لاعراضها عنه و اتصالها بالملا الاعلى بسبب تلك الرياضه الكامله و اشراق انوار العالم العلوى عليها التى عنده تحمد عواقب الصبر على مكاره الدنيا و ترك لذاتها و معاناه شدائدها مطابقه ظاهره واقعه موقعها، و روى انه سئل عليه السلام لم رقعت قميصك فقال:

يخشع لها القلب و يقتدى بها المومنون. و مما نقل فى زهده عليه السلام ما رواه احمد فى مسنده عن ابى النور الحوام بالكوفه قال:

جاءنى على بن ابى طالب عليه السلام الى السوق و معه غلام له و هو خل
يفه فاشترى منى قميصين و قال لغلامه:

اختر ايهما شئت فاخذ احدهما و اخذ على الاخر. ثم لبسه و مديده فوجد كمه فاضله فقال:

اقطع الفاضل فقطعه، ثم كفه و ذهب، و روى احمد ايضا قال:

لما ارسل عثمان الى على وجدوه موتزرا بعباءه محتجرا بعقال و هو يهنا بعيرا له:

اى يمسحه بالقطران و هو الهناء، و الاخبار فى ذلك كثيره. و بالله التوفيق.

/ 542