شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ان هذه الاجسام كلها مشتركه فى الجسميه و اختصاص كل منها بما يميز به من الصفات المتعدده ليس للجسميه و لوازمها و الا وجب لكل منها ما وجب للاخر ضروره اشتراكها فى عله الاختصاص فلا مميز ل
ه. و لا لشى ء من عوارض الجسميه لان الكلام فى اختصاص كل منها بذلك العارض كالكلام فى الاول و يلزم التسلسل فيبقى ان يكون لامر خارج عنها هو الفاعل الحكيم المخصص لكل منها بحد من الحكمه و المصلحه، و قد مر تقرير هذه الحجه مرارا. ثم لما نبه على وجود الصانع سبحانه اردف ذلك بالدعاء على من جحده، او الاخبار عن لحوق الويل له. قول سيبويه:

الويل مشترك بين الدعاء و الخبر، و نقل عن عطاء بن يسار ان الويل واد فى جهنم لو ارسلت فيه الجبال لماعت من حره. و رفعها بالابتداء، و الخبر لمن انكر. و المدبر:

هو العالم بعاقبه الامر و ما يشتمل عليه من المصلحه و يعود الى القضاء، و القدر هو الموجد على وفق ذلك العلم كما سبق بيانه، و تاخير الدعاء على الجاحديدن بعد ايضاح الحجه عليهم هو الترتيب الطبيعى، و الاشاره بالجاحدين الى صنف من العرب انكروا الخالق و البعث، و قالوا:

بالدهر المفنى. كما حكيناه عنهم فى الخطبه الاولى، و هم الذين اخبر القرآن المجيد عنهم بقوله (ما هى الا حياتنا الدنيا نموت و نحيى و ما يهلكنا الا الدهر). و قوله:

زعموا. الى قوله:

صانع. اشاره الى شبهتهم و هى من باب التمثيل فالاصل فيها هو النبات، و الفرع انفسهم، و الحكم هو ما توهموه من
كونهم بلا صانع كما ان النبات بلا زارع، و لعل الجامع فى اعتبارهم هو اختلاف الحياه و الموت عليهم كما اشار اليه القرآن الكريم حكايه عنهم (نموت) و نحيى او نحوه من الامور المشتركه و ان كانوا لا يلتفتون لفتا الى هذا الجامع. اذ مراعاه هذه الامور و تحقيق اجزاء التمثيل من صناعه هم عنها بمعزل، و قد علمت ان التمثيل بعد تمام اجزائه انما يفيد ظنا يختلف بالشده و الضعف، و علمت وجوه الفساد فيه. و قوله:

و لم يلجاوا. الى قوله:

جان. انكار و منع لما ادعوه و انهم لم ياتوا فيه بحجه و لا تحقيق برهان، و يحتمل ان يكون قوله:

و هل يكون. الى قوله:

جان. تنبيها على وجود نقيض الحكم المدعى، و هو كون خلقهم و خلقه النبات شاهده بوجود صانع لها، و ذلك التنبيه بالاشاره الى اوسط قياس من الشكل الاول، و كبراه فى صوره الاستفهام. و تقرير القياس:

انهم صنعه و لا شى ء مما هو صنعه بلا صانع ينتج فلا شى ء منها بلا صانع و هو نقيض المدعى، و لما كانت الكبرى ضروريه اقتصر على التنبيه عليها بامتناع وجود البناء من غير بان و الجنايه من غير جان فان ترجيح احد طرفى الممكن على الاخر من غير مرجح محال بالبديهه و ممتنع فى فطن الصبيان و البهائم. اذ كان الحمار عند صوت الخش
به يعد و خوفا من الضرب، و ذلك لما تقرر فى فطرته ان حصول صوت الخشبه بدونها محال. ثم لو سلم لهم ثبوت الحكم فى الاصل و هم كون النبات بلا زارع فلم كان عدم الزارع يدل على ان النبات لا فاعل له؟. و انما يلزم ذلك ان لو كان الفاعل انما هو الزارع و ذلك من الاوهام الظاهره كذبها بادنى تامل اذا استعقب بالبذر. اذ كان الزارع ليس الا اعدادا ما للارض و البذر:

و اما وجود الزرع و النبات فمستند الى مدبر حكيم متعال عن الحس و المحسوس لا تدركه الابصار و لا تكتنفه الاوهام و الافكار سبحانه و تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

و الحدقه:

سواد العين. و القمر:

بياضها و ضياوها، يقال:

حدقه قمراء:

مضيئه. و اجلبوا:

جمعوا. و النزوات:

الوثبات. و التعفير:

التمريغ فى العفر و هو التراب. و قوله:

ان شئت قلت فى الجراده. الى قوله:

مستدقه. تنبيه آخر على وجود الصانع الحكيم- جلت عظمته- فى وجود بعض جزئيات مخلوقاته و صغيرها و هى الجراده:

اى و ان شئت قلت فيها ما قلت فى النمله و غيرها قولا بينا كاشفا عن وجوه الحكمه فيها بحيث يشهد ذلك بوجود صانع حكيم لها فنبه على بعض دقايق الحكمه فى خلقها و هى خلق العينين الحمراوين مع كون حدقتها قمراوين، و استعار لفظ السراج للحدقتين باعتبار الحمره الناريه و الاضاءه. ثم خلق السمع الخفى:

اى عن اعين الناظرين، و قيل:

اراد بالخفى اللطيف السامع لخفى الاصوات فوصفه بالخفاء مجازا اطلاقا لاسم القبول على قابله. ثم فتح الفم السوى. السوى:

فعيل بمعنى مفعول:

اى المسوى. و التسويه:

التعديل بحسب المنفعه الخاصه بها. ثم خلق الحس القوى، و اراد بحسها قوتها الوهميه و بقوته (بقوه خ) حذقها فيما الهمت اياه من وجوه معاشها و تصرفها. يقال:

لفلان حس حاذق اذا كان ذكيا فطنا دراكا. ثم خلق النابين، و استعار لفظ المنجلين لديها، و وجه المشاب
هه تعوجهما و خشونتهما، و قرن بذكر النابين و المنجلين ذكر غايتهما و هما القرض و القبض، و من لطيف حكمته تعالى فى الرجلين ان جعل نصفها الذين تقع عليها اعتمادها و جلوسها شوكا كالمنشار ليكون لها معينا على الفحص و وقايه لذنبها عند جلوسها و عمده لها عند الطيران. و قوله:

يرهبها الزارع. الى قوله:

شهواتها. اى انها اذا توجهت بعساكرها من ابناء نوعها الى بقعه و هجمت على زرعها و اشجارها امحته و لم يستطع احد دفعها حتى لو ان ملكا من الملكوت اجلب عليها بخيله و رجله ليحمى بلاده منها لم يتمكن من ذلك، و فى ذلك تنبيه على عظمه الخالق سبحانه و تدبير حكمته. اذ كان يبعث اضعف خلقه على اقوى خلقه و يهيى ء الضعيف من اسباب الغلبه ما لا يستطاع دفعه معها حتى ترد ما تريد وروده و تقضى منه شهواته فيحل باختيار منه و ترحل باختيار، و من عجايب الخواص المودعه فى الجراد انها تلتمس لبيضها الموضع الصلد و الصخور الملس ثقه بانها اذا ضربت فيها باذنابها انفرجت لها، و معلوم ان ذلك ليس بقوه اذ ليس فى ذنب الجراده من القوه ان يخرق الحجر الذى يعجز عنه المعول بمجرد قوته لولا خاصيه لها هناك. ثم اذا ضربت فى تلك البقاع و القت بيضها و انضمت عليها تلك الاخاديد التى
احدثتها و صارت لها كالافاحيص صارت خاضنه لها و مربيه و حافظه واقيه حتى اذا جاء وقت دبيب الروح خرجت من البيض صهيا الى البياض. ثم تصفر و تتلون فيه خطوط الى السواد. ثم يصير فيه خطوط سود و بيض، ثم يبدو حجم جناحيه. ثم يستقل فيموج بعضه فى بعض، و قيل:

ان الجراد اذا اراد الخضره و دونه نهر جار صار بعضه جسر البعض ليعبر اليها فمن الناس من جعل ذلك حيله لها الهمت اياها. و اباه قوم و قالوا:

بل الزحف الاول من الدبى اذا اراد الخضره و لا يقدر عليها الا بالعبور اليها عبر فاذا صارت تلك القطعه فوق الماء طافيه صارت للزحف الثانى الذى يريد الخضره كالارض، و ربما نقل لها خواص اخرى لا تعلق لها بما نحن بصدده. و قوله:

و خلقها كله لا يكون اصبعا مستدقه. الواو للحال:

اى انه تعالى خلقها على ما وصفت و اودعها من عجايب الصنع ما ذكرت بحيث يخاف منها الزراع مع ان خلقها كله دون الاصبع المستدقه، و هذه الكلمه مستلزمه لتمام التعجب من خلق الله فيها الامور الموصوفه حتى لو قدرنا انها وصفت لمن لم يرها فربما اعتقد ان لها خلقا عظيما تستند اليه هذه الاوصاف و لم يكن عنده تعجب حتى نتبين مقدار خلقها و صغر صورتها ثم لما بين بعض مبدعاته و مكوناته نوه بزياده عظمت
ه تعالى و بركته باعتبار كونه معبودا لمن فى السماوات و من فى الارض فله يسجدون طوعا و كرها كل بعباده تخصه و سجود لا يمكن من غيره مع اشتراك الكل فى الدخول تحت ذل الحاجه الى كمال قدرته و خضوع الامكان بين يدى رحمته. و اليه الاشاره بقوله تعالى (و لله يسجد من فى السماوات و الارض طوعا و كرها) و كذلك قوله:

و يعفر له خدا و وجها. فما كان ذواجه و خد حقيقه فلفظ التعفير صادق عليه حقيقه، و ما لم يكن السجود صادق عليه استعاره لخضوعه الخاص به، و لفظ التعفير و الخد و الوجه ترشيحات على ان موضوع السجود فى اللغه هو الخضوع و كذلك اطلاق اعطاء القياد و وصف الرهبه و الخوف، و نصبهما على المفعول له. و قوله:

فالطير مسخره لامره. كقوله (تعالى او لم يروا الى الطير مسخرات فى جو السماء ما يمسكهن الا الله) و كونها مسخره يعود الى دخولها تحت حكم تصرفه العام فيها قدره و علما و الخاص تخصيصا و تعيينا، و احصاء الريش منها و النفس باعتبار تسخيرها تحت تصرفه العام بعلمه تعالى. و ارساوها:

اى تثبتها على قوائمها فى الندى كطير الماء و اليبس كطير البر باعتبار دخولها تحت قدرته و خلقها كذلك، و تقديره لاقواتها و ما يصلح منها و ما يكفيه باعتبار دخولها تحت قدرته
و علمه معها. اذ كان التقدير هو انزال تلك المقادير و اعدادها على وفق العلم الالهى، و احصاء اجناسها باعتبار علمه تعالى. و قوله:

فهذا غراب. الى قوله:

نعام. تفصيل لانواعها. و لم يرد الجنس بالاصطلاح الخاص بل اللغوى و هو النوع فى المصطلح العلمى، و راعى فى كل قرينتين من الاربع السجع المتوازى. و قوله:

دعا كل طاير باسمه. فالدعاء استعاره فى امر كل نوع بالدخول فى الوجود، و قد عرفت ان ذلك الامر يعود الى حكم القدره الالهيه العظيمه عليه بالدخول فى الوجود، و وجه الاستعاره ما يشترك فيه معنى الدعاء، و الامر من طلب دخول مهيه المطلوب بالدعاء و الامر فى الوجود و هو كقوله تعالى (فقال لها و للارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين فقضيهن) الايه، و لما استعار لفظ الدعا رشح بذكر الاسم لان الشى ء انما يدعى باسمه، و يحتمل ان يريد الاسم اللغوى و هو العلامه فان لكل نوع من الطير خاصه و سمه ليست للاخر، و يكون المعنى انه تعالى اجرى عليها حكم القدره بمالها من السمات و الخواص فى العلم الالهى و اللوح المحفوظ، و قال بعض الشارحين:

اراد اسماء الاجناس، و ذلك ان الله تعالى كتب فى اللوح المحفوظ كل لغه تواضع عليها العباد فى المستقبل، و ذكر السماء
التى يتواضعون عليها، و ذكر لكل اسم مسماه فعند اراده خلقها نادى كل نوع باسمه فاجاب دعواه و اسرع فى اجابته، و اعلم انك اذا تاملت حكمه الصانع فى خلق الطاير شاهدت عجبا. حين اقتضت الحكمه الالهيه ان يكون طايرا فى الجو خفف جسمه و ادمج خلقه فاقتصر من القوائم على اثنتين و من الاصابع على اربع من منفذين للزبل و البول على منفذ. ثم خلقه تعالى على جوجو محدب ليسهل عليه خرق الهواء كما يجعل صدر السفينه بهذه الهيئه ليشق الماء، و خلق فى جناحيه و ذنبه ريشات طوال لينهض بها الى الطيران، و كسى جسمه كله ريشا ليتداخله الهواء فيقيله، و لما كان طعامه الحب او اللحم يبلعه بلعا من غير مضغ نقص من خلقه الاسنان و خلق له منقارا صلبا، و اعانه بفضل حرارته فى جوفه يستغنى بها عن المضغ. ثم خلقه تعالى يبيض بيضا و لا يلد لكيلا يثقل بكون الفراخ فى جوفه عن الطيران، و جعل عوض استعداد الولد فى البطن استعداده فى البيضه بحراره الحضن بمشاركه من الذكر و الانثى فى ذلك، و من العنايه اللالهيه بدوام نسله و بقائه ان الهمه العطف على فراخه فيلتقط الحب فيغذوبه فراخه بعد استقراره فى حوصلته ليلين، و اذا فكرت فى الحوصله وجدتها كالمخلاه المعلقه امامه فهو يعبى فيها ما
اراد من الطعم بسرعه ثم ينفذ الى القانصه على مهل، و ذلك ان مسلك الطعم الى القانصه ضيق لا ينفذ فيه الطعم الا قليلا فلو كان هذا الطاير لا يلتقط حبه ثانيه حتى تصير الاولى الى القانصه لطال ذلك عليه فخلق تعالى له الحوصله لذالك. ثم انظر الى الريش الذى تراه فى الطواويس و الدراريج و غيرها عن استواء و مقابله على نحو ما يخط بالاقلام، و كذلك انظر الى العمود الجامع للريشه الذى يجرى مجرى الجدول الممد للريشه و المغذى لها، و خلق عصبى الجوهر صلبا متينا ليحفظ الريش و يمسكه لصلابته. فسبحان الذى خلق الازواج كلها، و احصى كل شى ء عددا، و احاط بكل شى ء علما. و قوله:

و انشا السحاب. الى آخره. اشاره الى كمال قدرته باعتبار خلقه السحاب الثقال بالماء، و ارسال ديمها و هى امطارها، و تعديد قسمها و هو ما يصيب كل بلد و ارض منها من القسم. و ظاهر انه تعالى يعد الارض بتلك البله بعد الجفاف لان يخرج منها النبات بعد الجدب و اليه الاشاره بقوله تعالى (اولم يروا انا نسوق الماء الى الارض الجرز فنخرج به زرعا تاكل منه انعامهم و انفسهم افلا يبصرون). و بالله التوفيق.

/ 542