شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و الثائر:الطالب بالدم. و الضجيج:الصياح. و الحايده:العادله. ثم اشار الى الشبهه التى كانت سببا لثوران الفتن العظيمه و انشعاب امر الدين و هى شبهه الطلب بدم عثمان التى كانت عمدته فى عصيانه و خلافه، و اشار الى الجواب عنها بوجهين:احدهما:انه عليه السلام ليس من قتله عثمان فلا مطالبه عليه و انما تتوجه المطالبه على قاتليه و هو يعلمهم. الثانى:المنع بقوله:ان كنت طالبا. فان ايقاع الشك هنا بان- يستلزم عدم تسليم كونه طالبا بدم عثمان. ثم عقب بتخويفه بالحرب و ما يستلزمه من الثقل الى الغايه المذكوره. و هيهنا ثلاثه تشبيهات:احدها:المدلول عليه بقوله:فكانى قد رايتك و المشبه هيهنا نفسه عليه السلام فى حال كلامه هذا، و المشبه به هو ايضا نفسه لكن من حيث هى راته رويه محققه. و تحقيق ذلك ان نفسه لكمالها و اطلاعها على الامور التى سيكون كانت مشاهده لها و وجه التشبيه بينهما بالقياس الى حالتيها جلاء المعلوم و ظهوره له فى الحالتين. الثانى:قوله:تضج ضجيج الجمال بالاثقال، و وجه الشبه شده تبرمه و ضجره من ثقلها كشده تبرم الجمل المثقل بالحمل. و ضجيجه كنايه عن تبرمه. و استعار لفظ العض لفعلها ملاحظه لشبهها بالسبع العقور، و
وجه المشابهه استلزام تلك الاثقال للالم كاستلزام العض له. الثالث:قوله:و كانى بجماعتك. و المشبه هنا ايضا نفسه و المشبه به مادلت عليه بالالصاق كانه قال:كانى متصل او ملتصق بجماعتك حاضر معهم. و محل يدعونى النصب على الحال، و العامل ما فى كان فى معنى الفعل:اى اشبه نفسى بالحاضر حال دعائهم له. و جزعا مفعول له. و تجوز بلفظ القضاء فى المقضى من الامور التى توجد عن القضاء الالهى اطلاقا لاسم السبب على المسبب. و قوله:و مصارع بعد مصارع. و المصرع هنا مصدر:اى جزعا من مصارع يلحق بعضهم بعد بعض او تلحقهم بعد مصارع آبائهم السابقه. و قد كان اطلاعه عليه السلام على دعائهم له الى كتاب الله قبل وقوعه من آياته الباهره. و الواو فى قوله:و هى. للحال و العامل فيه يدعونى. و الكافره الجاحده للحق من جماعته اشاره الى المنافقين منهم و قد كان فيهم جماعه كذلك، و المبايعه الحايده الذين بايعوه و عدلوا عن بيعته الى معاويه. و السلام.