ليس للرجل أن يجمع بين امرأتيه في مسكن واحد بغير رضاهما
إلى الوضوء فان لم يفعل فأرجو أن لا يكون به بأس و لان الوضوء يزيده نشاطا و نظافة فاستحب و ان اغتسل بين كل وطئين فهو أفضل فان أبا رافع روى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم طاف على نسائه جميعا فاغتسل عند كل إمرأة منهن غسلا فقلت يا رسول الله لو جعلته غسلا واحدا ؟ قال ( هذا أزكى و أطيب و أطهر ) رواه أحمد في المسند ، و روى أحاديث هذا الفصل كلها أبو حفص العكبري ، و روي ابن بطة باسناده عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا جامع الرجل أول الليل ثم أراد أن يعود توضأ وضوءه للصلاة ) ( فصل ) و ليس للرجل أن يجمع بين إمرأتيه في مسكن واحد بغير رضاهما صغيرا كان أو كبيرا لان عليهما ضررا لما بينهما من العداوة و الغيرة و اجتماعهما يثير المخاصمة و المقاتلة و تسمع كل واحدة منهما حسه إذا أتى إلى الاخرى أو ترى ذلك فان رضيتا بذلك جاز لان الحق لهما فلهما المسامحة بتركه و كذلك إن رضيتا بنومه بينهما في لحاف واحد ، و إن رضيتا بأن يجامع واحدة بحيث تراه الاخرى لم يجز لان فيه دناءة و سخفا و سقوط مروءة فلم يبح برضاهما و إن أسكنهما في دار واحدة كل واحدة في بيت جاز إذا كان ذلك مسكن مثلها ( فصل ) روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ( أ تعجبون من غيرة سعد ؟ لانا منه و الله مني ) و عن علي رضي الله عنه قال : بلغني أن نساءكم ليزاحمن العلوج في الاسواق أما تغارون ؟ انه لا خير فيمن لا يغار .و قال محمد بن علي بن الحسين كان إبراهيم عليه السلام غيورا و ما من أمرئ لا يغار إلا منكوس القلب .