غاير بين الحروف فقال أنت طالق و طالق ثم طالق أو طالق ثم طالق و طالق أو طالق و طالق فطالق و نحو ذلك لم يقبل في شيء منها إرادة التوكيد لان كل كلمة مغايرة لما قبلها مخالفة لها في لفظها و التوكيد انما يكون بتكرير الاول بصورته ( فصل ) و لو قال أنت مطلقة أنت مسرحة أنت مفارقة و قال أردت التوكيد بالثانية و الثالثة قبل لانه لم يغاير بينهما بالحروف الموضوعة المغايرة بين الالفاظ بل أعاد اللفظة بمعناها و مثل هذا يعاد توكيدا و ان قال أنت مطلقة و مسرحة و مفارقة و قال أردت التوكيد احتمل أن يقل منه لان اللفظ المختلف يعطف بعضه على بعض توكيدا كقوله فألفى قولها كذبا و مينا و يحتمل أن لا يقبل لان الواو تقتضي المغايرة فأشبه ما لو كان بلفظ واحد ( مسألة ) قال ( و إذا قال لغير مدخول بها أنت طالق و طالق و طالق لزمه الثلاث لانه نسق و هو مثل قوله أنت طالق ثلاثا ) و بهذا قال مالك و الاوزاعي و الليث و ربيعة و ابن أبي ليلي و حكي عن الشافعي في القديم ما يدل عليه ، و قال الثوري و أبو حنيفة و الشافعي و أبو ثور لا يقع إلا واحدة لانه أوقع الاولى قبل الثانية فلم يقع عليها شيء آخر كما لو فرقها و لنا أن الواو تقتضي الجمع و لا ترتيب فيها فتكون موقعا للثلاث جميعا فيقعن عليها كقوله أنت