و لنا أن الحمل بدون الوطء مستحيل عادة فكان تعليق اليمين عليه إيلاء كصعود السماء و دليل استحالته قول مريم ( أنى يكون لي غلام و لم يمسسني بشر و لم أك بغيا ؟ ) و قولهم ( يا أخت هارون ما كان أبوك أمرأ سوء و ما كانت أمك بغيا ) و لو لا استحالته لما نسبوها إلى البغاء لوجود الولد و أيضا قول عمر رضي الله عنه : الرجم حق على من زنا و قد أحصن إذا قامت به البينة أو كان الحبل أو الاعتراف و لان العادة أن الحبل لا يوجد من وطء فان قالوا يمكن حبلها من وطء الغير أو باستدخال منيه قلنا أما الاول فلا يصح فانه لو صرح به فقال لا وطئتك حتى تحبلي من غيري أو ما دمت في نكاحي أو حتى تزني كان موليا ، و لو صح ما ذكروه لم يكن موليا ، و أما الثاني فهو من المستحيلات عادة ان وجد كان من خوارق العادات بدليل ما ذكرناه و قد قال أهل الطب ان المني إذا برد لم يخلق منه ولد و صحح قولهم قيام الادلة التي ذكرنا بعضها و جريان العادة على وفق ما قالوه و إذا كان تعليقه على موته أو موتها أو موت زيد إيلاء فتعليقه على حبلها بغير وطء أولى ، و إن قالت أردت بقولي حتى تحبلي السببية و لم أرد الغاية و معناه لا أطؤك لتحبلي قبل منه و لم يكن موليا لانه ليس بحالف على ترك الوطء و انما هو حلف على قصد ترك الحبل به فان حتى تستعمل بمعنى السببية ( فصل ) و ان علقه على مستحيل فذلك على خمسة أضرب ( أحدها ) ما يعلم أنه لا يوجد قبل أربعة أشهر كقيام الساعة فان لها علامات تسبقها فلا يوجد ذلك في أربعة أشهر ، و كذلك ان قال حتى تأتي الهند أو نحوه فهذا مول لان يمينه على أكثر من أربعة أشهر