الاخبار و انما هو مبين ان المستثنى مراد بالكلام فهو يمنع أن يدخل فيه ما لولاء لدخل فقوله ( فلبث فيهم ألف سنة الا خمسين ) عاما عبارة عن تسعمائة و خمسين ، و قوله ( اني برآء مما تعبدون إلا الذي فطرتي ) تبرؤ من الله فكذلك قوله أنت طالق ثلاثا إلا واحدة عبارة عن اثنتين لا و حرف الاستثناء المستولى عليه الا و يشبه به أسما و أفعال و حروف فالأَسماء و سوى و الافعال ليس و لا يكون وعدا و الحروف حاشا و خلا فأي كلمة استثنى بها صح الاستثناء ( فصل ) و لا يصح استثناء الاكثر نص عليه أحمد فلو قال أنت طالق ثلاثا لا اثنتين وقع ثلاث و الاكثرون على أن ذلك جائز و قد ذكرناه في الا فرار و ذكرنا أن أهل العربية انما أجازوه في القليل من الكثير و حكينا ذلك عن جماعة من أئمة أهل اللغة فإذا قال أنت طالق ثلاثا لا واحدة وقع اثنتان و ان قال الا اثنتين وقع ثلاث و ان قال طلقتين الا طلقة ففيه وجهان ( أحدهما ) يقع طلقة ( و الثاني ) طلقتان بناء على استثناء النصف هل يصح أو لا ؟ على وجهين .و ان قال أنت طالق ثلاثا إلا ثلاثا وقع ثلاث بغير خلاف لان الاستثناء لرفع بعض المستثنى منه فلا يصح أن يرفع جميعه .و ان قال أنت طالق خمسا إلا ثلاثا وقع ثلاث لان الاستثناء ان عاد إلى الخمس فقد استثنى الاكثر و ان عاد إلى الثلاث التي يملكها فقد رفع جميعها و كلاهما لا يصح ، و ان قال خمسا الا طلقة ففيه وجهان ( أحدهما ) يقع ثلاث لان الكلام مع الاستثناء كأنه نطق بما عدا المستثنى فكأنه قال أنت طالق أربعا ( و الثاني )